سألنا كثيرون عمن هو الأستاذ العربي الكبير كاتب مقالات (حول انهيار فرنسا) التي نشرت بالرسالة. وجوابنا أنه الأستاذ ساطع الحصري بك وكان قد ألقاها في نادي المثنى ببغداد عقب انهيار فرنسا؛ فلما حانت الفرصة لنشرها نشرناها ولم نصرح باسمه قبل أن نستأذنه وقد أذن. وفي كتابه الذي أذن فيه يذكر أسمه حديث عن مأساة دمشق الأخيرة ننشر منه هذه الفقرة:(لقد قدر لي أن أشهد الفصل الأخير من المأساة التي بدأت عنا قبل ربع قرن. قد شاهدت انفجار أول قنبلة فرنسية في هذه الربوع وأنا أسير مع فيصل العظيم بجانب مستشفى (المزة) صباح يوم (ميسلون) في ٢٤ تموز سنة ١٩٢٠؛ ثم سمعت دوي آخر قنبلة فرنسية تلقى من المزة على المدينة مساء يوم ٣١ أيار سنة ١٩٤٥. لبثت في فندق (أوريان بالاس) إحدى وعشرين ساعة أسمع فيها بدون انقطاع أصوات البنادق والرشاشات. ودوي القذائف والقنابل، ورأى الرصاص والشظايا تخترق الشبابيك والجدران، والقنابل تنفجر على السَطح وفي داخل القاعات. ثم استطعت أن أنتقل إلى بناية في أعلى المدينة لأطلع من هناك عل القذف الذي استمر أربعاً وعشرين ساعة أخرى. ثم تجولت ساعة في المدينة ورأيت من هول الفظائع والمناظر ما رأيت، ثم عدت إلى الفندق فرأيت في غرفتي آثار سبع عشرة رصاصة. . .!)
في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب
حضرة سيدي المحترم رئيس تحرير الرسالة الغراء
أهدي إليكم سلاماً ذكياً عاطراً وتحيات مباركة طيبة. . . وبعد، فإني متتبع بعناية وإكبار تصحيح الأديب الفاضل الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي لكتاب إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، وقد رأيت في العدد الأخير من الرسالة الغراء تصحيحه لبيت أبي تراب علي بن نصر الكاتب الوارد في ج ١٥ص ٩٨ وهو:
حالي بحمد الله حال جيده ... لكنه من كل خير عاطل
ولم يرتض الضبط (جَيّده) ورأى حضرته أن الأصل (حالٌ جيد) بحذف التاء، وقال:(قلت: حالي بحمد الله حال جيد)، والحال يذكر وإن كان التأنيث أكثر اهـ.