وأنا أرى أن البيت (حالي بحمد الله حالٍ جيدُه) على المجاز، وحال اسم فاعل من حلي ضد عطل، والجِيد العنق، ودليل ذلك مقابلة الحلي في صدر البيت بضده في عجزه وهو قوله (عاطل) فإن وافقكم رأيي هذا رجوت نشره في الرسالة الغراء مع شكوى لحضرتكم وحضرة الناقد الأديب الأستاذ النشاشيبي، وتقبلوا فائق التحية والسلام.
أحمد يوسف نجاتي
الأستاذ بكلية اللغة العربية
إلى الأستاذ عبده الزيات من الدكتور عبد الفتاح السيد بك
تحية وسلاما، وبعد فقد تناولت بيد الشكر والامتنان يومياتك القيمة وأخذت في الاطلاع عليها واستيعاب ما فيها من ملاحظات ودروس في الحياة المحامي العملية. ولم أشأ أن أؤخر القيام بواجب شكرك على إهدائي هذه الرسالة النفيسة حتى أتم الاطلاع على صحفها جميعاً، بل رأيت من فرط ارتياحي لما قرأته منها أن أسطر لك كتابي هذا مقدمة لقيامي بواجب زيارتك لكي أكرر الثناء العاطر
إن ملاحظاتك تذل حقاً على خلق نبيل وإحساس رقيق وشعور سام.
وإن كان لي ملاحظة أبديها فهي حرماني من الاطلاع على هذه اليوميات قبل الآن وقت أن كنت مبتدئاً في المحاماة التي أريد أن تعتقد بقول زميل نابه لك من قبل إنها مهنة الكرامة والكفاح والمجد، لا مهنة العبودية والمذلة وغير ذلك مما ذكرت في يومية ١٥ مايو سنة ١٩٤٠ لأنك بذلك أيها الزميل تحاول أن تثبط عن غير قصد همة شيخ مثلي أراد في آخر أيامه أن يكون له شرف الانتساب إليها لا للكسب - صدقني - ولكن لما يشعر به في قرارة نفسه من أنها سبيل الدفاع عن الحق ومعاونة القضاء فعلا على الاضطلاع بمهمة العدالة؛ ولا يضير المحامي أن يصادف في عمله تعباً ونصباً، فإن الحياة كلها كفاح. وحسبنا فيها أن تؤدي واجباتنا بضمير مرتاح ونفس مطمئنة.
أكرر لك شكري أيها الزميل وارجوا المزيد من هذه اليوميات وتقبل ممن يفخر بك تلميذاً وزميلاً أزكى السلام.