للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[رحلة إلى الحجاز للشيخ مصطفى البكري الصديقي]

للأستاذ سامح الخالدي

في هذه الرحلة يصف لنا الشيخ في أسلوبه الخاص رحلته إلى الحجاز، وزيارته قبر الرسول، وأدائه مناسك الحج ثم عودته

وقد دعاه إلى الحج وهون عليه الأمر، صديقه الوزير رجب باشا وقد كان أميراً للحج. فأذعن الشيخ، ويلاحظ الشيخ أن رجب باشا كلمه (بالتركي المعرب) وعرض عليه أن يستصحبه ففعل

ثم يصف لنا الشيخ وصوله إلى المدينة، وزيارته الحجرة المطهرة ثم مكة، ومناسك الحج. وقد اجتمع وهو في مكة بالشيخ محمد التافلاني (مفتي الحنفية) في القدس ودعاه إلى مرافقته إلى القاهرة فاعتذر

ويستدل من الرحلة، على عدد من الأمور الشيقة، فمنها أن الحج المصري كان قائماً في ذلك العهد، وأنه والحج الشامي يؤلفان أهم موكبين من مواكب الحجاج، وكيف كان الحرم في مكة يفتح في الليل خصيصا لأمير الحج الشامي، وقد فات الشيخ استمتاعه بهذه الفرصة النادرة لانشغاله في الوضوء، إذ لم يكد يستعد لدخول الحرم في الليل حتى أقفلت أبوابه

وكان أمير الحج، قد أقام مولداً وفرق الدنانير، ويصف لنا الشيخ تأثراته في المدينة ومكة، وقد أخذه الحال، حتى كاد يتأخر عن الركب الراجع بعد الحج

ويظهر من وصف الشيخ أن قوافل الحجاج كانت تحرسها الجنود، ويصفهم بالجردة، ويقول أن تأخر وصولهم أقلق الحجاج، ولما أطلوا، عادت إليهم طمأنينتهم

كما يصف لنا الشيخ ما فعلته الأمطار في (الحسا) من اضطراب، ونقص في الجمال

وإننا نترك الآن للشيخ البكري أن يصف لنا رحلته الشيقة في حجه المبرور:

وبعد: فيقول أفقر الأنام وأحقر الخدام بكثرة الآثام مصطفى بن كمال الدين بن علي الصديقي، لما كان الحج على المستطيع من الأمة فرضا، كانت النفس تشوق لأدائه لتكون ممن الحق أرضى، ونتشوق لزيارة تلك الأماكن، التي إليها القلب متحرك غير ساكن، لكن عدم وجود الاستطاعة لها مانع، وكلما هم العبد أعجزته الأقدار وأقعدته الموانع، إلى أن فتح الحق الوهاب بابا لزيارة البيت المقدس المستطاب، وذلك عام (١١٢٢هـ - ١٧١٠م)

<<  <  ج:
ص:  >  >>