للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

قصة من الأدب الروسي:

حبة من القمح كبيضة الدجاج!

للفيلسوف الروسي ليو تولستوي

بقل الأستاذ مصطفى جميل مرسي

بينما الصبية في لهوهم يعبثون ذات يوم. . . عثر أحدهم في ثلمة في الأرض على شئ عجيب فيه مشابه من حبة القمح. . بيد أنه كبير في حجمه حتى كاد أن يداني بيضة الدجاجة!!.

ومر بهم - وقد استخفهم المرح وتملكهم الفرح بلقيتهم - مسافر من جوّابي البقاع. . فلما أبصر ذلك الشيء بين أناملهم، عوضهم عنه بفلس وحمله معه إلى المدينة. . حيث باعه للملك بمال كثير كعجيبة من العجائب التي تمخض عنها الزمن. . .

فدعا الملك إلى مجلسه أهل العلم وأولي الحكمة وأرادهم أن يأتوه بحقيقة ذلك الشيء. . . فانثنى العلماء إلى كتبهم يتفحصونها، وانقلب الحكماء إلى عقولهم يستحثونها. ولكنهم لم يحيروا لهذا الشيء معرفة لماهيته وإدراكاً لحقيقته!. . حتى كان اليوم الذي طارت فيه دجاجة إلى عتبة النافذة حيث ترك ذلك الشيء العجيب عليها. . فراحت تضرب فيه بمنقارها حتى خلفت ثقباً في جانب منه!. ويومها أدرك العلماء أن ذلك الشيء ليس إلا حبة من القمح!.

فلما حملوا إلى الملك ذلك النبأ. . اشتدت حيرته وتزايد عجبه وأمرهم بالبحث في أي يحن من الزمن وفي أي بقعة من الأرض. كان الناس يزرعون مثل هذا القمح!

فعاد العلماء إلى كتبهم يقلبونها وانثنى أهل الحكمة إلى عقولهم يتروون من جديد. . ولكنهم باءوا بمثل ما كان نصيبهم في المرة الأولى!. فذهب إلى الملك وفد منهم. . وقال له:

- ليس في قدرتنا الإجابة على ما تطلبه مولانا.! فما حوت كتبنا نبأ عنه. . ولا انتهت عقولنا إلى فهم له. . ولكن في مكنة مولانا أن يسأل الفلاحين لعل بعضهم يعلم عن آبائه. . في أي حين وفي أي بقعة كان القمح يزرع في مثل هذا الحجم.!.)

<<  <  ج:
ص:  >  >>