العلامة الأستاذ خليل مردم بك (عضو المجمع العلمي العربي) كاتب وشاعر وباحث، وبراعته في نثره ونظمه وبحثه بينة مستعلنة وأقواله المحكمة المنثورة والمنظومة في مجلتَيهِ (الرابطة الأدبية والثقافة) وفي (مجلة المجمع العلمي العربي) وغيرها. ومصنفاته: شعراء الشام في القرن الثالث، والجاحظ، وابن المقفع، وابن العميد، والصاحب بن عباد، والفرزدق، وغيرها، فيها الدليل على فضل (الخليل) وهو مُجَلٍ في الأدبين: أدب النفس، وأدب الدرس. ومستول على الملكتين في الفنين المنظوم والمنثور اللذين (لا تتفق الإجادة فيهما معاً إلا للأقل) كما قال ابن خلدون.
وقد كان هذا السريّ المردميّ الفاطمي قدم الإسكندرية سنة (١٣٤٤) فعرفناه، وشاهدنا من فضله وعلمه ونبله ما شاهدناه. وفي بحرتنا هذه نظم قصيدته (صلاة الشاعر) وقصيدته (البحر) وقد أملاها عليّ متفضلاً. وبدْءُ الصلاة:
هَبْ للذكر وصَفَّ القدما ... ثم ولّى وجهه شطر السما
بات في حيرته مستسلما ... وله دمع على النحر يفيض
لا يغيض
وفي (البحرية) في البحر يقول:
السما منه استمدت غيثها ... فهو أَن يفخر بالجود قمين
أترى أمواجه أنفاسه ... رُددت بين شهيق وأنين
لم تكن إلا كشعب ثائر ... شنها حرباً على (المستعمرين)
جحفل يركب منها جحفلاً ... يتعادى كجنود زاحفين
وليت شعري، ليت شعري ماذا يقول اليوم لو زار الإسكندرية وقد ظهرت عرائس الدأماء، وعم البلاء، وكاد (أبو العيون. .) يبخع نفسه مما يرى ويسمع، أو ينقلب مثل المجنون