للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنه (أعني الخليل) ليقول عجباً، وينشئ صاحب القصيدة المرقصة (الرقص) للأدباء المتفتين الشياطين الملاعين - طرباً

اللهم، إن في السِّيف في الصيف في هذه البحرة لفتنة! فاحفظ - يا رب العالمين - عبيدك وإماءك الصالحين والصالحات، وأظهر اللهم عبديك المجاهدين: شيخ المدينة (حامداً) والشيخ محموداً أبو العيون على الفاتنين والفاتنات؛ إنك القوي القدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله

أقام الأستاذ المردمي، هذا الأدب الجم والفضل المحسم في الإسكندرية برهة، وزمن لقائه هو الذي عُدّ من العمر. ثم عاد إلى داره، دار الإسلام دمشق

سقى دمشقَ الشامِ غيث مُمرعٌ ... من مستهلّ ديمة دفاقها

مدينة ليس يُضاهي حسنها ... في سائر الدنيا ولا آفاقها

فأرضها مثل السماء بهجةً ... وزهرها كالزهر في إشراقها

نسيم ريّا روضها متى سرى ... فك أخا الهموم من وثاقها

لا تسأم العيون والأنوف من ... رؤيتها يوماً ولا انتشاقها

وإن كان (أبو عدنان) لم يبرح يقول:

يا ساكني مصر، فيكم ساكن الشام ... يكابد الشوق من عام إلى عام!!

فالقوم لم يزالوا يرددون في كل وقت بيتي مهيار

دمشق، إن في دمشق شموس فضل وأدب، أضواؤها مشعة وباهرة، يراها الناظرون من المشرق الأنأى والمغرب الأقصى

هذه مقدمة أمام القول في كتاب الأستاذ المردمي الذي أتحف الناس به في هذه الأيام، وهو في الشاعر الإسلامي العظيم (الفرزدق) همام بن غالب

جاء في كتاب (الفرزدق): (قال الجاحظ: كان الفرزدق راوية الناس وشاعرهم وصاحب أخبارهم. وقال ابن قتيبة: كان الفرزدق مِعَنّا مِفَنّا)

وقد بين الأستاذ أفانين أبي الفراس في القول في (كتابه) ومن فنونه في شؤونه ما أورده في سيرته: (ذكر لنا الرواية أن غالباً أبا الفرزدق دخل على عليّ بالبصرة، ومعه ابنه الفرزدق بعد عام الجمل، فقال: إن ابني هذا من شعراء مضر، فاسمع منه فقال عليّ: علمه القرآن

<<  <  ج:
ص:  >  >>