وضع حسن أفندي يده في جيب سترته الداخلي وهو يتململ وأخرج رزمة من الأوراق المالية ووضعها في يد زوجته التي كانت ممتدة إليه تنتظر أوراق البنكنوت. استلمت نعمات هانم مرتب زوجها فنادت ابنها حسونة ثم ابنتها فيفي وهي سائرة إلى جوار زوجها وكان متجهاً نحو غرفته ليغير ملابسه. لبى حسونة وفيفي النداء وسارا وراء والديهما ودخل الجميع غرفة الوالد فقالت نعمات هانم:
- خذ يا حسونة نقودك. . . وأنت يا فيفي. . . خذي هذا وأخذت تعد - واحد. . . اثنان. . . ثلاثة. . . أربعة. هذا للبقال. . . واحد ونصف هذا للخباز. . . واحد. . . اثنان. هذا للجزار. . . أوه. . . آسفة يا حسن بك. . . نسيت أن أعطيك مصروفك. خذ ولا تحزن. . . واحد. . . اثنان. . . ثلاثة. . . ونصف. . . هذا أجر المنزل وبقيت في يدها بضع أوراق مالية فطوتها وقالت: هذا للخياطة طبعاً
فرفع زوجها رأسه وقال:
- كل هذا للخياطة. . . لا لا. . . هذا إسراف. . . لا أقـ. .
- هذا للخياطة والتنزه والملحقات. . . سنشتري أنا وفيفي أقمشة للصيف ونرسلها إلى الخياطة. . . مسكينة فيفي إنها لا تملك إلا تسعة فساتين فقط
فقال حسونة: ولكن يا ماما. . . أنا محتاج إلى بذلة جديدة