للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مسابقة الأدب العربي لطلبة السنة التوجيهية]

ديوان حافظ إبراهيم

للدكتور زكي مبارك

تمهيد - اهتمام العرابي باشا بنشر آثار الأدب الحديث - شرح ديوان حافظ والنص على (محاسن) الشارحين - درس الديوان - توجيهات أدبية - المحدث حافظ إبراهيم - ما هو السر في انتصار شوقي على حافظ؟ وما قيمة حافظ على وجه التحديد؟

تمهيد:

لما شعر (شوقي) رحمه اللهّ بأن الشيخوخة بدأت تراوحه وتغاديه أقبل بجدّ على طبع (الشوقيات) ليأمن الخوف على شعره من الضياع قبل أن يموت.

واتفق بعد ظهور الجزء الأول والثاني من (الشوقيات) أن قضيت ساعة مع (حافظ) في منزل السيد حسن القاياتي فاقترحت عليه أن يجمع أشعاره على نحو ما صنع شوقي، فأجاب بعبارة تنذر بالتسويف، ويرجع ذلك إلى أن (حافظ) لم يكن يملك من الصبر على المراجعة بعض ما كان يملك (شوقي)، فقد كانت حياته اليومية مهدًّدة بالقلق، وكان لا يجد الأنس، في غير الانتقال من مكان إلى مكان، ليخرج من عزلته البيتية بمحادثة من يصادف من الرجال.

وبعد أن انتقل حافظ إلى جوار الله في صيف سنة ١٩٣٢ قام جماعة من أصدقاءه وقرروا الاحتفال بذاكره، وكانت لهم يومئذ مشروعات عظيمة، منها تأليف كتاب في إظهار عبقريته يشترك فيه فحول الباحثين؛ ومنها طبع ديوانه، وإقامة قبره على قواعد عالية تذكّر الناس بمنزلته السامية؛ ومنها دعوة الأدباء في سائر الأقطار العربية للاشتراك في حفلة التأبين، إلى آخر ما يجود به الخيال في مثل تلك الحال.

وفي ذلك العهد كتبت كلمة (البلاغ) قلت فيها أن تلك القرارات لن ينفذّ منها شيء، ورجوت أصدقاء (حافظ) أن يقفوا وفاءهم على عمل واحد وهو طبع الديوان، فقد كنت أعرف أن أدبائنا في اغلب أحوالهم رجال أقوال، لا أعمال وهل صنعوا شيئاً في إنقاذ ما ترك (زكي باشا) من الآثار الأدبية، وفيها نفائس قد لا يجود بمثلها الزمان؟ وهل تضنهم يلتفتون إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>