للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحديث ذو شجون]

للدكتور زكي مبارك

(في قصر جلالة الملك - التجني على مصر والشرق - أهل

الكهف - حشو اللوزينج - مناجاة القمر ومناجاة الشمس -

إلى طلبة السنة التوجيهية - الهجوم الآثم على الشيخ سيد

المرصفي - إن قول الحق لم يدع لي صديقاً)

في قصر جلالة الملك

كان من الحظ السعيد أن ألتفت إلى الروح اللطيف الذي يسود جوّ التشريفات يوم دخلت قصر عابدين مع المهنئين بقدوم العام الهجري الجديد

فماذا رأيت هنالك؟

كنت أحسب أن الناس يقيدون أسماءهم في الدفاتر ثم يخرجون، كما كنت أصنع قبل أن ألتفتَ إلى ذلك الروح اللطيف؛ ولكني في هذه المرة عرفت ما لم أكن أعرف، فقد رأيت المهنئين من وزراء ونواب وشيوخ وأعيان وعلماء يتلاقون فرحين مبتهجين، ثم يتبادلون الأحاديث الطوال، وكأنهم تلاقوا على ميعاد في مكان يرحِّب بتلاقي القلوب أطيب الترحيب

كان الرجال يستقبل بعضهم بعضاً في بشاشة وأريحية، وكان كل زائر يرى نفسه في داره، وقد تجرَّد مما يجري خارج القصر من مختلف الشؤون؛ فهو في حَرَم مقدَّس لا تهتف فيه النفوس بغير معاني الرفق والصدق والإخلاص

في قصر جلالة الملك ترى للوجوه ملامح لا تراها إلا هنالك؛ فقد ترى رجالاً يتلاقون مبتسمين منشرحين، وكنت تعرف من قبل أنهم لم يكونوا إلا متباعدين متنافرين، فتدرك أن جلال المكان يوحي بالتآخي والصفاء

إن باب ذلك القصر يُفتَح للجميع في المواسم والأعياد، فما الذي يمنع من اغتنام هذه الفرصة السخيّة لنتخذ منه ملتقى لأرواحنا وقلوبنا في كل موسم وفي كل عيد؟

لا بدّ من لحظات ننسى فيها شو اجر الخصومات اليومية، ونلتقي فيها منزهين عن أسباب

<<  <  ج:
ص:  >  >>