للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٢ - رحلة إلى الهند]

للدكتور عبد الوهاب عزام بك

عميد كلية الآداب

هذه دهلي الجليلة القديمة، دهلي ذات الخطوب والغير، وأم الوقائع والعبر، وسجلّ الملوك والدول.

دهلي المماليك والتغلقية والخلجية واللودية والتيمورية، دار قطب الدين، وظهير الدين، ونصر الدين، وجلال الدين، ومحي الدين.

دهلي التي ضمت تراث الإعصار، من جلائل الآثار، يكاد القلم يجمح عليَّ منطلقاً في الكتابة عنها، كما يستنّ الجواد حين يرى حلبة السباق، أو تمرحه فسحة المروج؛ ولكني أؤخر الكتابة عن هذه المدينة العتيقة حتى أفرغ من حديث المؤتمر الذي سافرت إلى الهند من أجله:

دعا (المعهد الهندي للشئون العالمية) إلى مؤتمر للعلاقات الأسيوية، فأجابت الدعوة أمم آسيا. ودعيت مصر لأنها إحدى الأمم العربية فهي آسيوية وإن كانت أفريقية في جغرافيتها.

وقد دعيت الأمم كلها المستقلة وغير المستقلة. وكانت الأمم التي تجاهد لاستقلالها أحرص على شهود المؤتمر لتعلن عن نفسها، وتنشر بين المؤتمرين دعوتها. وكان عدد المندوبين مشتركين ومراقبين زهاء مائتين. وقد اختلف الأمم في عدد مندوبيها، وكانت مصر خاصة ودول الجامعة العربية عامة ممثلة باثنين مراقبين، وكنت ممثل مصر، وشاركني نائب القنصل المصري في الهند.

وكان موعد المؤتمر الثالث والعشرين من شهر آذار (مارس) الماضي، ودام اجتماعه عشرة أيام. فاجتمعت هنالك وفود الأمم، بل حشرت آسيا ألوانها وأزياءها ولغاتها وعقائدها وحضاراتها في صعيد واحد.

وشهد المؤتمر من الأوروبيين والأمريكيين أحد عشر مراقباً.

وكانت لغة المؤتمر الإنكليزية، وهي لغة العلم في الهند اليوم ولغة الخطاب، يتحادث ويتراسل بها الهنود الذين تختلف لغاتهم. ولم أسمع في المؤتمر هندياً يخطب بغير

<<  <  ج:
ص:  >  >>