وللذرة أيضا قصتها المثيرة المليئة بشتى أنواع المفاجآت. تقرأها مرة، فإذا أنت حيال قصة بوليسية شائقة لا يكاد متعقبو طلاسمها يوفقون إلى حل لغز حتى يتعثروا ويفاجئوة بألوان من العجائب والطرائف التي لم يفكروا فيها ولم تكن لهم على بال.
وفي وسعك أن تقسم قصتنا إلى ثلاث مراحل: أولاها في الاستنتاجات الفلسفية الكلامية، والثانية حين عثر رونتنجن على أشعة إكس المجهولة فانتقلت القصة من مجرد الفروض والتخمينات إلى الحقائق الثابتة على الحقائق الملموسة. والثالثة حين ألقيت القنبلة الذرية الأولى على هيروشيما اليابانية، فسجلت ختام الحرب العالمية الثانية. كما بدأت عصراً جديداً يسعى فيه العلماء إلى القبض على لجام الذرة، وتطبيق معلوماتها على الكون، وكشف غوامضه وأسراره.
ولا تعجب لأن عالماً كبيراً وقف في عام ١٨٩٣ ليعلن على الملأ أجمع أن الاكتشافات والأبحاث الطبيعية وصلت إلى ذروتها، وأن العلماء في المستقبل لن يجدوا من المكتشفات الحديثة ما يستحق الذكر، وأن كل ما سيعلمونه مجرد تكرار وصقل للتجارب البارعة التي أجراها القرن التاسع عشر.
الأشعة الغريبة
لا تعجب لأن صدى صوته أرتد إليه يكذبه ويستنكر عبارته، فما كاد شهر ديسمبر عام ١٨٩٥ ينتهي حتى أعلن البروفسور رونتنجن اكتشافه لأشعة إكس المجهولة وأرفق إعلانه بصور لعظام اليد، وبمفاتيح ونقود تظهر من خلال أكياسها الجلدية. فهذه الأشعة ذاتها هي التي نستخدمها الآن في الكشف عن العظام والأعضاء الداخلية للجسم.
ومحا الكشف العلمي الجديد الغريب صوت العالم. وأثبت أن العلماء ومكتشفاتهم لا تزال