(من كتاب السلام العالمي والإسلام يصدر بعد أيام. .)
تقف الكتلة الشيوعية اليوم في جانب، وفي الجانب الآخر تقف الكتلة الرأسمالية، وتحاول كلتاهما أن تستدرج البقية الباقية من العالم إليها؛ وأن تستخدم في المجزرة موارد هذه البقية، مواردها البشرية والاقتصادية ومواقعها الإستراتيجية.
فأما الكتلة الرأسمالية بقيادة أمريكا فتستخدم عدة وسائل لهذه الغاية:
تستخدم أولاً عامل التخويف للرأسمالية في كل أنحاء العالم - وبخاصة العالم العربي - من الشيوعية التي تزحف يوماً بعد يوم، وتناشدهم المصلحة المشتركة بينهم وبينها؛ وتلجأ في ذلك إلى المحالفة الطبيعية بين الرأسمالية المحلية والرأسمالية العالمية.
وتستخدم ثانياً الضغط المسلح في البلاد الواقعة في رقبة الاستعمار المباشر وغير المباشر، كما هو الشأن في مجموعة البلاد العربية.
وتستخدم ثالثاً إغراء الدولار تحت عنوانات كثيرة، منها ذلك العنوان الجديد الذي خلف مشروع مارشال، وهو عنوان:(النقطة الرابعة) في مشروع ترومان!
وهي على العموم تخاطب الطبقات الحاكمة والمستغلة، ولا تعتمد كثيراً على الجماهير الكادحة؛ لأن مصالح هذه الطبقات معلقة بانتصار الكتلة الرأسمالية، وتبذل جهوداً ضخمة في هذا السبيل دون أن تلقى بالاً إلى مطالب الشعوب القومية، لفرط ثقتها بالطبقات الحاكمة والمستغلة، ويقينها أن هذه الطبقات لا تعادي الاستعمار عداء حقيقياً في سبيل مطالب شعوبها القومية. . وسيظل موقفها كذلك إلى أن تتولى هذه الشعوب قضاياها بأنفسها؛ وتبرهن على أنها لا تستنيم لشعوذات المشعوذين من زعمائها وكبرائها، وأنها معتزمة أن تسبب للاستعمار وللجبهة الرأسمالية متاعب حقيقية، وتعرض مصالح هذه الجبهة وجيوشها لأخطار حقيقية. . . وعندئذٍ فقط تفكر الكتلة الرأسمالية الاستعمارية في الإنصات لصيحات هذه الشعوب.
إن هذه الكتلة تريد أن تضمنا إليها لتستطيع أن تجند من العرب وحدهم مليوناً - كما ورد في بعض البرقيات - ثم لتتخذ من بترولنا ومواردنا الغذائية، ومواقعنا الإستراتيجية عدة