للنصر في المذبحة العالمية المنتظرة وبخاصة بعد تلك الصفعة القاسية التي أصابتها في إيران، وما تزال تترنح منها.
ولقد قيل في الحرب الماضية: إن الحلفاء كانوا يطهرون حقول الألغام أحياناً في الصحراء الغربية بإطلاق الجمال والبغال فيها، فإذا عزت عليهم الجمال والبغال أطلقوا زنوج المستعمرات الأفريقية، يطهرون بأشلائهم المتطايرة حقول الألغام!
وسواء صح هذا أم لم يصح، فإن وظيفة جند المستعمرات كانت دائماً هي تطهير حقول الحرب، وتمهيدها للسادة البيض، واحتمال الصدمة الأولى في المعارك الحامية.
وفي الحرب الكورية الحديثة نلقى الألاي التركي الذي ذهب إلى هناك نفس المصير، وقام بنفس الدور، ولن يكون مصير المليون من الخراف العربية التي سيقدمها السادة هنا لحلفائهم الطبيعيين، إلا كمصير جند المستعمرات، ومصير الألاي التركي، في الحرب القادمة، إذا قدر لها أن تهيج!
. . . وأما الكتلة الشيوعية فتخاطب الجماهير الكادحة، تخاطب الملايين التي تنتج كل شيء وتجوع، تخاطب المعدات الخاوية والأجساد العارية، تخاطب الضحايا التي طال عليها الإهمال، وطال عليها الحرمان، فأصبحت تستجيب لكل من يلوح لها بالرغيف، وكل من بعدها الخلاص من الترف الفاجر الداعر الذي تزاوله على مرأى منها ومسمع فئة قليلة العدد، فاحشة الموارد، بينما الشظف الكافر السافر يجعل هذه الملايين الكادحة حطاماً، ثم يفتت ذلك الحطام!
وهي تستخدم كذلك أخطاء الاستعمار وجرائمه؛ ورغبة الشعوب المستعبدة في إلقاء هذا النير عن أعناقها، والاستمتاع بالحرية الطبيعية التي يغتصبها الاستعمار الفاجر الآثم، بمعاونة الخونة من المستغلين في هذه البلاد، كما تستفيد من مقاومة الصليبية الغربية، والرأسمالية المحلية لكل دعوة إسلامية حقيقية، وكل عدالة اجتماعية إسلامية.
وعلى أية حال فإن كلتا الكتلتين تحاول أن تلقى في روع البقية الباقية من العالم، أن ليس للبشرية كلها إلا أن تسلك طريقاً من طريقين، وأن تنضم إلى كتلة من الكتلتين، وأنه لا مفر من أن تنتصر الجبهة الغربية، أو أن تنتصر الجبهة الشرقية، ليسود السلام، وتنعم البشرية بالأمن، وتصل الإنسانية إلى استقرار؛ وأن انضمام البقية الباقية من العالم هو السبيل