الكتاب - كما يحدثنا المؤلف - عدة فصول من كتابه (الأدب العربي قبل الإسلام) الذي نقله إلى الفرنسية وعرضه بشكل أطروحة في السوربون. فأخفق لأن المستشرقين لا يرحبون بكتاب يشيد بالأدب العربي ويحيي ما اندثر منه، فاضطر إلى تأليف كتاب في الأدب الفرنسي البحت فاطمأنوا إليه وأجازوه الدكتوراه!
والكتاب - بتعريف آخر - هو مجموع المحاضرات التي ألقاها صاحبه على طلاب دار المعلمين العالية ببغداد
والكتاب إذا أردت أن يفطن إليه أهل العراق، قلت هو كل ما ألقاه الدكتور من أحاديث في دار الإذاعة اللاسلكية في الصيف المنصرم
ولا تحسبني أيها القارئ الكريم من الكاذبين إذا تفقدته في الأسواق فلم تجده، فإن وزارة المعارف قد اشترته وهو في المطبعة بثمن يدل على عطف وتشجيع، فأنقذت صاحبه من عناء التصريف وحسرة البوار، وأخذت بما يروى:(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) وهل أحد من الناس أولى من الأديب بالرحمة والإنعام في هذا الزمان!؟
إن الدكتور كان بخيلاً على أصحاب المكتبات أن يرتزقوا منه، وكان ضنيناً على القراء أن ينتفعوا به. فهل أمن النقد حين استخفى كتابه عن السوق؟ وهل اطمأنت نفسه حين فرضه على طلابه في دار المعلمين العالية فرضاً ألا تذيع نواقصه وتنشر عيوبه؟ وهل نجحت حيلته حين أذاعه في المذياع العراقي ارتجالاً ولم يسمح للصحف والمجلات أن تنشره؟
لقد خابت ظنون الدكتور، ولم يفت النقاد المترصدين أن يصمدوا له ويتناوشوه. فاليوم عليه (البعث) وعلينا (الحساب)
ولأكن عند حسن ظن الدكتور! فلست أبغي التعريض بشخصه ولا المس بذاته وهو من