تمثلتها في قصرها الضاحك، فوق صخور الشاطئ، رافعة يدها تومئ (أن هلموا إلي. . . أنا ميليزاند، أنا الأميرة الحسناء)
إنها أسطورة ملؤها الخيال والجمال، والمغامرة والشعر إنها حلم زاهٍ رفاف، ومعنى بعيد بعيد
في بلدة هادئة من (بلاي) كان (روديل) الفتى الجميل، ذو الجسم القوي، والوجه الصبيح، يرسل أشعاره الملأى بالشجو والحب والأنين. لقد كان يحب ميليزاند الحلوة كالصبح، المشرقة كالنور، الرفافة كالورد. فكان يتمثلها في خاطره، ويداعبها في خياله، ولا يستطيع أن يراها. ما أبعدها عنه. . . هي في الشرق المسحور القاصي، وهو في (بلاي)
ولم يطق صبراً عنها، فقد كانت نفسه ناعمة يهزها كل شيء ويؤثر فيها كل شيء. كانت كالقيثارة تمر عليها النسمة الخفيفة، فتترك وراءها نغمة مطربة أو هزجة ناعمة
وكان يرسل أشعاره في هدأة الليل، تحت القمر. وكان يحب تغريد العصافير، فإذا صمتت ذكرته حبه البعيد. يقول:
(عندما تطول أيام مايو، تلذ لي أغرودات العصافير. فإذا صمتت هاجت في قلبي ذكرى حب بعيد. فأعود مفكراً مطرقاً، فلا أناشيد الرفاق تفرح القلب الحزين، ولا رفيف الزهر يبهج النفس الكلوم
(أي فرح سيشرق في نفسي عندما أراها وأطلب أن تضيفني سأسألها الضيافة، بالله، وبالغربة. وعندئذ، يا ما ألذ أحاديث العاشق البعيد، بقرب الأميرة البعيدة. وهو ينعم بصفاء عينيها الحلوتين)
(ثم. . . ثم أتركها، وا حسرتاه، حزنان أو فرحان، راضياً أو كارهاً، فلا أراها أبداً
(لن أنعم بالحب إن لم أنعم بها، لأني ما رأيت سيدة أنبل ولا أحسن منها. . . آه، يا ليتني كنت عبداً لها
(اللهم يا من خلقت كل شيء. . . كل ما يموت ويحيا، صل أسبابي بأسبابها، في أي مكان