للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

الفرقة القومية

(يجب أن تكون حرة بعيدة عن البيروقراطية الحكومية)

بهذه العبارة استهل حضرة الأستاذ راشد رستم حديثه معي

قلت للأستاذ رستم: الفرقة القومية مؤسسة حكومية، هل قامت برسالتها الثقافية والفنية؟ فأجاب:

- لا شك أن للفرقة القومية رسالة يجب أن تؤديها. . . ولكن المسألة الآن ليست مسألة رسالة أدتها الفرقة أو لم تؤدها. إذ هي بنت سنوات قليلة، كما أنها ولدت في ظروف قاسية ولاقت صعاباً، بل ولا تزال الصعاب قائمة، بل وستلقى صعاباً شداداً عند نظر ميزانية الدولة فيما يخص الفن (ويا ويل الفن من أربابه وغير أربابه! سيلاقيها من أين ومن أين. . .) بل إن الفرقة القومية ولدت في زمان خيف فيه على التمثيل جميعه من طغيان السينما، ذلك الطغيان الذي خافت منه البلاد العريقة في التمثيل على تمثيلها، فما بالك بمصر!

على أنه لا بد من مطالبة الفرقة بأن تؤدي رسالتها نحو الفن وتظهر همتها في ذلك، وأن نرجو لها تحقيق ذلك، ونزيد على هذا الرجاء ألا نعيق طريقها، وأن يفسح الأدباء والغيورون على الفن صدورهم، ويعملون لتسهيل مهمتها دون العمل على تصعيبها

قلت: ألا ترى شذوذاً في تكوين لجنة القراءة وتقصيراً وإهمالاً في الإدارة يدعوان إلى التشاؤم من نجاح هذه الفرقة؟

قال: أول كل شيء لا يصح للعاملين والمصلحين أن يتشاءموا، ولا أعرف للتشاؤم معنى ولا موجباً

أما لجنة القراءة فلست واقفاً على دقيق أسلوبها في القراءة، ولكن يلوح لي أنها غير نظامية وأنها تتشدد مرة وتتساهل أخرى، وهذا لاشك عيب يجب الخلاص منه

كما أنه من الواجب أن يكون تكوين لجنة القراءة للفرق التمثيلية بحيث لا يقتصر همها على اللغة وما يخصها، وإنما فوق ذلك لا بد أن يكون أعضاؤها ملمين بفن الرواية، من وضعها وحوارها وعرضها كما يجب إدراك نفسية الجماهير وتتبع تطوراتها

قلت: ما هي الوسائل الفعالة لإصلاح المسرح؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>