هذا كتاب أرسله إلينا الأستاذ محمد تقي القمي السكرتير العام لجماعة التقريب تعليقا على مقال الأستاذ الطنطاوي المنشور في العدد السابق.
. . . وبعده، فقد نشرت الرسالة في عددها ٧٢٢ كلمة للأستاذ الفاضل علي الطنطاوي بعنوان تعليق على كتاب، إلى علماء الشيعة عرض فيها للخلافات الطائفية بين المسلمين، وذكر إنها خلافات سياسية كان من الواجب أن تنتهي بانتهاء معاركها السياسية. ويقرر حضرته إن أهل السنة يتمنون أن تطوى الخلافات وينسخ حديثها وتتناسى حتى تنسى، وعرج على كتاب تحت راية الحق في الرد على الجزء الأول من كتاب فجر الإسلام واقتبس منه فقرات تمس أهل السنة؛ وأظن إن عنوان الكتاب كاف للدلالة على إنه وضع منذ ست عشرة سنة رداً على مطاعن وجهها إلى الشيعة مؤلف فجر الإسلام نفضل ألا نشير إليها حتى لا نثير مسائل نعمل للقضاء عليها. وقد تبين للمؤلف عدم صحتها فحذفها من الطبعة الثانية - ومعنى هذا إن الشيعة لم يعتدوا وإنما دافعوا عن أنفسهم فقط. لو أن الأستاذ طنطاوي التفت إلى مقدمة الكتاب المذكور للعلامة آل يس الكاظمي وقد كتبه منذ ستة عشر عاما لوجد فيها ما يصرفه عن تناول هذا الموضوع، ولتأكد إن علماء الشيعة ينفرون مما ينفر منه، ويدعون لما يدعو إليه، ويرغبون في التقرب إلى إخوانهم السنيين. ولوجد أن الكاظمي نفسه أخذ على المؤلف إسرافه وان كان التمس له بعض المعاذير.
وبصفتي عضوا في جماعة التقريب وملما بأحوال النجف وإيران أؤكد إن أحدا من علماء الشيعة لا تسمح له نفسه أن يهاجم المذاهب الأخرى - اللهم إلا أن يكون كاتباً يؤجره المستعمرون - الذين يريدون القضاء على فكرة التقريب بأي ثمن - وليس في علماء الشيعة - والحمد لله - من يغريه المال. . .
ولا يفوتني أن أكر أن ما ينصح به كاتب المقال ويراه طريقاً للاتفاق بين الشيعة والسنة هو بعض ما تسعى إليه جماعة التقريب، وفي المادة الثانية من قانونها الأساسي ما يؤكد ذلك، واعتقد إن من السهل تحقيقه في زمن قصير لو أعاننا رجال الفكر والعلم والقلم أمثاله.