أما نفقات دار التقريب فإن مصدرها تبرعات حضرات أعضاء الجماعة سنيهم قبل شيعيهم وسجلات الدار مفتوحة لكل من يريد الاطلاع.
ومع إني أشكر لآخي الأستاذ طنطاوي حسن ظنه بجماعة التقريب واعتقاده إنها قادرة على رفع الخلافات الطائفية في ثلاثة اشهر - أي من وقت تأسيسها إلى الآن - إلا إني آخذ عليه ما ذكره من إني اقدم لأصدقائنا الكثيرين من فاخر المآكل والمشرب فإني أخاف أن يثوروا جميعا علينا، إذ لم يقدم إليهم سوى القهوة أو الشاي.
واحب أن أقول لحضرته لو عرف حياتي الخاصة في إيران ما حسب إن نزولي بفندق الكونتينتال فيه شيء من الترف أو الإسراف كما خيل إليه.
محمد تقي الفمي
السكرتير العام لجماعة التقريب
تحقيقات تاريخية
للدكتور علي إبراهيم حسن جولات في التاريخ الإسلامي كان آخرها دراسات في تاريخ المماليك البحرية وفي عصر الناصر محمد بوجه خاص، وهو كتاب قيم جدير بمؤلفه ولا تكفي هذه العجالة للإلمام به أو الإشارة إلى قيمته ولكن ورد فيه بالصفحة ٢٩ بعض تعليقات منها ما جاء تحت رقم ٥ (والمعروف أن والد السلطان برقوق كان من فلاحي الدانوب) ولما كان المعروف لدى المعاصرين والمجمع عليه كما جاء في ابن أياس وهو حجة لأنه جركسي الأصل إن السلطان برقوق مؤسس دولة الجراكسة كان من خلاصتهم. وفيه أيضا: حضر من بلاد الجراكسة والد الاتابكي برقوق فخرج الناس لملاقاته قاطبة فلاقوه في البكارشة في يوم الثلاثاء ٨ ذي القعدة سنة ٧٨١.
وفي وفيات ٧٨٣ وفيها انس بن عبد الله الشركسي والد برقوق الملك الظاهر كان كثير البر والشفقة لا يمر أسير مقيد إلا ويطلقه لا سيما إذا رأى الذين يعمرون بالمدرسة التي ابتدأ السلطان بعمارتها، توفى في شوال ودفن بتربة يونس ثم نقل إلى المدرسة (يقصد البرقوقية) فدفع ولده الظاهر إلى جلال الدين التباني ألف مثقال وستمائة ذهبا ليحج عنه ويقال انه جاوز التسعين (((شذرات الذهب).