فمن أين جاءت مدام ديفونشير بان هذا الوالد من فلاحي الدنوب؟ اسم برقوق من الأسماء التي يحملها الجراكسة إلى الآن ضابط من اصل جركسي وصل إلى رتبة جنرال في الجيش التركي والتقيت به مرارا مدة خدمتي بأنقرة بالسفارة المصرية، ولم أتمكن من تحقيق الناحية اللغوية لهذا الاسم ولكني قرأت في تعليقات الأمير شكيب أرسلان على ابن خلدون صفحة ١٠٢ ومن أصناف الترك (الشاروق) أو (الجاروق) وكانوا يسكنون في مدينة برقوق التي هي اليوم ماد الباشي.
وفي الضوء اللمع: برقوق ابن أنص الظاهر أبو سعيد الجركسي العثماني نسبة لجالبه كان شهما شجاعا ذكيا خبيرا بالأمور. وساق كلاما عن ترجمته حتى قال وترجم له الفاسي في مكة وله سيرة طويلة جمعها بعض أهل العصر في مجلد.
وفي كشف الظنون إن له سيرة جمعها ابن دقماق ثم العيني وذكره أي برقوق المقريزي في عقوده وجاء في خططه صفحة ٣٤١ جزء ٣ انه اخذ من بلاد الجركس ويبيع في بلاد القرم.
وجاء عنه انه تعلم الفقه وسائر العلوم الإسلامية حتى أن أستاذه بليغا لقبه بالشيخ فمن أين أتى ذكر بلاد الدانوب؟ وهل لدى مدام ديفونشير نص تاريخي يمكن الاستشهاد به؟
لا يمكن إنكار حقيقة واقعة وهي أن بلاد الدانوب وبعض بلاد البلقان أتى عليها وقت ساد فيه الإسلام ربوعها وذلك قبل آل عثمان وقبل هجمات التتار أي في أوائل القرن السابع الهجري. وجاء في تعليقات الأمير شكيب إن جميع البلاد إلى النصف الأول من القرن السادس عشر للمسيح من شبه جزيرة البلقان وشطوط البحر الأسود إلى الصين ممالك إسلامية متصلة كما ورد في دائرة المعارف الإسلامية.
وفي نص نقله الشيخ عز الدين عمر بن علي بن إبراهيم بن شداد عن الأمير بدر الدين يسرى المشمسي انه كان رفيق الملك الظاهر بيبرس في بلاد القفجاق وهي الجزء الشمالي من البحر الأسود فلما زحف التتار من القوقاز عليها كاتب قبائل القفجاق أنس خان ملك الاولاق أن يعبروا نحو صوراق إليه، والمفهوم أن بلاد الاولاق باللغة العثمانية، كما أن المفهوم أن صوادق تقع في شبه جزيرة القرم، وإن الأسماء الروسية والأجنبية مثل سباسيتول وغيرها أطلقت حديثا على بلاد إسلامية بعد ضمها إلى الروسيا.