نحاول في هذه الأسطر أن نصور الحياة الحديثة في جزر الهند الشرقية ليطلع القارئ على حياة أمة شرقية يبلغ عددها سبعين مليونا، تجمع شملهم وحدة الآمال والمقاصد نحو حياة حرة!. . .
يطلق التاريخ الحديث على مجموع الجزر المنتشرة بين آسيا واستراليا - إندونيسيا - وهي كلمتان ركبتا تركيباً مزجياً. الكلمة الأولى وهي بمعنى الهند، والكلمة الثانية بمعنى الجزائر. وفي الاصطلاح السياسي، تطلق على المستعمرات الهولندية سابقاً. وأشهر الجزائر الأنودنيسية: جاوا وسومطرة، وبوزنيو، وسليبيس، وبالي، وسمباوا، وغينيا الجديدة، وجزائر الملوك. وهناك جزر تعد بعشرات المئات، ويبلغ سكان إندونيسيا سبعين مليونا.
سكن الشعب الإندونيسي هذه الجزر قبل ميلاد المسيح بخمسة آلاف سنة. شيدوا فيها حكومات ذات حضارة ومدنية؛ وكانت البوذية التي جاءته من جنوب الهند. ويرجح المؤرخون أن سكان إندونيسيا أتوا من الهند. إذ أن الجزر الجزر الإندونيسية الدانية من البر الأسيوي كانت متصلة به. وبقوة الأمواج المتلاطمة على السواحل الأسيوية انفصلت قطع منها وتكونت عدة جزر. واللغة الجامعة للتفاهم هي اللغة السنسكريتية. وتوجد للآن في جزيرة جاوا آثار قديمة من العهد الهندوكي، أشهرها (بوروبودور) وهياكل المعابد البوذية، وتماثيل بوذا. وقد نقبت البعثات الغربية في جزيرة جاوا فوجدت فيها آثار أقدم إنسان نشرتها الصحف بوقتها. ومن أعظم الحكومات التي أسسها الشعب الإندونيسي، إمبراطورية مجافائيد وإمبراطورية سريويجابا وتعدان بالنسبة للظرف الحاضر من كبريات الدول ذوات الاستعمار! ولما بدأ الانحلال الشرقي وأفل نجمه الساطع بعد قرون زاهرة بالعلوم والآداب والحضارة والمدنية أصيبت إندونيسيا بالانحلال والضعف أيضاً. وبدأ دور الغرب في إحياء العلوم وإنشاء حضارة مؤسسة على المادة! فرحل إليها الأوربيون للتجارة عن طريق رأس الرجاء.