للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العلاقات الدبلوماسية الجديدة بين إندونيسيا وهولندا]

(بمناسبة عرض القضية على مجلس الأمن)

للأستاذ محمد جنيدي

في ١٧ أغسطس سنة ١٩٤٥ - أعلن الإندونيسيون استقلالهم السياسي التام وقيام حكومة جمهورية ترعى كيان الوطن. وتحفظ حقوق الشعب. وانتخب الزعيم الإندونيسي الشهير الدكتور سوكارنو رئيساً للجمهورية. ثم ناشد الدول العظمى الاعتراف بها كدولة مستقلة ذات سيادة تامة.

إذن. . . لقد دخلت إندونيسيا في عهد جديد. فقد تحررت من الحكم الهولندي ومن الاحتلال الياباني.

وفي شهر سبتمبر سنة ١٩٤٥ - تدفقت القوات الإنكليزية التي تمثل القوات المتحالفة إلى إندونيسيا لتجريد أسلحة القوات اليابانية وتسريح المعتقلين الأوربيين. وتولى قيادتها اللورد مونتباتن. وقد انحشرت القوات الهولندية في القوات الإنكليزية لتقوم باستعادة إندونيسيا وإرجاعها إلى حظيرة الاستعمار الهولندي. وقد دارت رحى الحرب بين القوات المتحدة والفرق الإندونيسية المجاهدة. واستمرت هذه الحرب دائرة حتى ١٧ نوفمبر سنة ١٩٤٦ - ذهب خلالها ثلاثة ملايين إندونيسي.

وفي سبتمبر سنة ١٩٤٦ - ظهرت القوات الهولندية في بعض المدن الإندونيسية، فعبثت بالسلام؛ ثم اصطدمت مع القوات الإندونيسية في معارك عنيفة لم تنته حتى الآن. وأن معارك (موجوكارنو) الأخيرة تدل على أن الحكومة الهولندية تريد خلق اضطراب في أداة الحكومة الإندونيسية في جميع ولاياتها ومناطقها وإساءة سمعتها في الدوائر السياسية العالمية.

ومضى الزمن مسرعاً طاوياً في أعماقه الصفحة الأخيرة من صفحات الاستعمار الغربي.

وهناك الرقباء ومندوبو الدول الشرقية والغربية يراقبون ثم يقررون دقة السياسة السلمية والحربية الإندونيسية، وانتشار الروح الديمقراطية بين الشعب وانتظام الحياة الاقتصادية في أنحاء الجمهورية. فتضطر الحكومة الهولندية إلى إشعار ممثلها الدكتور فان موك بإجراء محادثات سياسية مع زعماء الجمهورية للوصول إلى نتيجة مرضية لها. وفي ٣١

<<  <  ج:
ص:  >  >>