[طرف من شعر السلاطين]
هذه طرف من شعر سلاطين آل عثمان، وقد نبع منهم شعراء كثيرون، ولبعضهم دواوين متداولة. وأعظمهم أثراً في الشعر بايزيد الثاني، ومحمد الفاتح، وسليم الأول، وسليمان القانوني، وسليم الثاني، (وكل واحد من هؤلاء أب لمن بعده) ثم مراد الثالث، ومراد الرابع، ولكل من هؤلاء السلاطين الشعراء اسم عرف به في الشعر فالفاتح (عوني) وسليمان القانوني (محيي) وهلم جرا.
وقد يشوق القارئ أن يسمع إلى السلاطين يتحدثون عن سرائرهم ليرى أن الدولة والسلطان لا يرفعانهم عن مستوى الآلام والآمال.
ومن يظن أن السعادة ملك وغنى وصيت وجاه وجبروت فليسأل سليمان القانوني، وإرادته قضاء محتوم، وقوله في العالم قانون، ليسمع أن السعادة ليست ملك (سليمان)، وأن العروش لا تسمو على الأشجان.
السلطان محمد الفاتح (عوني)
أيها الساقي هات المدامة! ّفسيذهب البستان من اليد،
سيأتي الخريف، وتذهب الحديقة والربيع من اليد
أيها الحبيب! أوف بالعهد، ولا يغرنك الجمال والنضرة
ياملكي، قد جعلتني أسيراً في سلسلة طرتك
ويا رب لا تحررني من هذه العبودية
جور الحبيب، وطعان العدو، وحرقة الفراق، وضعف القلب
لهذه الألوان من الآلام خلقتني يا رب!
قد اجتمع على إحراقي وهدمي
حرقة القلب، ونار الآهات، ودمع العين
السلطان بايزيد الثاني (عدني)
يبدى لنا الفلك حينا حبا ووفاء
ويتقلب حينا فيبدل بالنعمة ألف نقمة!
ما عهدت من قبل تلك الآلام التي احتملت في سبيل العشق