عاتكة - يا أخي! والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شرٌ ومصيبة، فاكتم عني ما أحدثت، فانهم إن سمعوها آذونا، وأسمعونا ما لا نحب
العباس - حدثيني، فسأكتم الحديث
عاتكة - رأيت راكباً قد أقبل على بعير له، وحتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته: ألا فانفروا يا لَغدُرُ إلى مصارعكم في ثلاث، فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه؛ فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة، ثم صرخ بمثلها؛ ثم مثل به على رأس أبي قبيس، فصرخ بمثلها؛ ثم أخذ صخرة فأرسلها، فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضّت، فما بقيت دار من دور مكة إلا دخلها منها فلقة. . . .
العباس - إن هذه رؤيا حق، فاكتميها ولا تذكريها لأحد
(المنظر الثاني)
(في الحرم، وقد غابت الشمس، وجلست قريش في مجالسها من حول الكعبة)
(أبو جهل في رهط من قريش يتحدثون برؤيا عاتكة)
أبو جهل - يا أبا الفضل! إذا فرغت من طوافك فأقبل علينا. . . .
(يقبل العباس)
أبو جهل - يا بني عبد المطلب! متى ظهرت فيكم هذه النبيّة؟