للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[اللغة العربية في العالم الإسلامي]

مهداة إلى وزارة المعارف المصرية

للأستاذ سيد قطب

فرحت لذلك القرار الذي أتخذه المؤتمر الإسلامي في كراتشي بأن تكون اللغة العربية لغة دولية في العالم الإسلامي، تتفاهم بها الدول الإسلامية في مكاتباتها الرسمية، ويتفاهم بها المسلمون حيثما التقوا في مكان. . .

إن هذا القرار خطوة قيمة في سبيل الوحدة الإسلامية التي أصبحت اليوم حقيقة واقعة، لا ينقصها إلا التنظيم العملي. وهذا القرار هو خطوة في سبيل هذا التنظيم العملي.

ولقد قلت لسعادة سفير الباكستان في مصر الحاج عبد الستار سيت في لقاء لنا في العام الماضي: إن باكستان لن تؤدي دورها الضخم الذي تملك أداءه للعالم الإسلامي إلا يوم أن توجد وحدة لغوية بينها وبين الأمة العربية المسلمة. وليس من الضروري في هذه المرحلة أن تتخذ باكستان اللغة العربية لغة رسمية لها؛ فإنه يكفي أن يعم تعليم اللغة العربية كلغة ثانية؛ وبذلك يمكن التفاهم بهذه اللغة بين الحكومات والشعوب والأفراد. ويمكن لأهل باكستان أن يقرئوا الصحف والكتب العربية، كما يمكن للعرب أن يقرئوا اشيئا مما يصدر في باكستان باللغة العربية.

ومثل هذا يقال عن أندونسيا، وعن إيران، وعن تركيا (ومعذرة عن ذكر تركيا في سياق الحديث عن العالم الإسلامي. . فأنا أعني الشعب التركي وهو بريء من جرائر حكومته وآثامها!)

وإنه ليسرني أن أعرف أن معهدا لتعليم اللغة العربية قد افتتح في باكستان، وإن كانت معلوماتي عنه لا تزال ناقصة. وأنا بسبيل استكمالها، وتقديم كل ما يمكنني تقديمه من الجهد في هذا السبيل. وإن كنت أعرف مع الأسف أن وزارة المعارف المصرية لم تساهم إلى اليوم أية مساهمة في هذا الموضوع الخطير

إن تعميم دراسة اللغة العربية في مدارس باكستان وإندونيسيا كلغة ثانية تأخذ وضع اللغة الإنجليزية في مدارسنا المصرية. . هو حدث تاريخي هام في تاريخ الشرق، وتاريخ العالم الإسلامي. بل ربما كان أخطر حدث في تاريخ الإسلام الحديث؛ لأن نتائجه في أوضاع

<<  <  ج:
ص:  >  >>