الشرق، بل في أوضاع العالم ستتجاوز بعد فترة وجيزة نتائج أي حدث عالمي في تاريخ العالم الحديث
إن معناه إضافة مقوم قوى إلى مقومات الوحدة في العالم الإسلامي، مقوم وحدة اللغة والتفاهم إلى مقومات الوحدة الجغرافية والاقتصادية والعسكرية والدينية. . وهذا المقوم الجديد هو الذي يبيح الفرصة لتقارب مناهج التعليم، ومناهج التفكير، كما يتيح الفرصة لتبادل الأفكار والمؤلفات والأساتذة والطلاب. . وبتعبير مختصر لاستكمال عناصر الوحدة التي أصبحت اليوم ضرورة حياة بالقياس إلى تلك الكتلة الإسلامية كلها، لا مجرد رغبة نابعة من عقيدة المتدينين في هذه البلاد
إن الموقف السياسي والعسكري لهذه الكتلة الإسلامية يحتم اليوم أن تقوم فيما بينها وحدة كاملة، لكي يكون لها وزن في المضمار الدولي، ولكي تستطيع تحقيق الأهداف المشتركة لجميع الشعوب المندمجة فيها. وعوامل هذه الوحدة كلها قائمة لا تحتاج إلى غير التنظيم، فيما عدا عامل اللغة والتفاهم. وهذا ما يجب توفيره عن هذا الطريق الذي اقترحته على سعادة سفير الباكستان في العام الماضي
وما من شك أن وزارة المعارف المصرية تملك الشيء الكثير في هذا المضمار. وما من شك أن تحقيق مثل هذا الهدف الضخم أكبر قيمة بما لا يقاس من إنشاء تلك المعاهد الثقافية في لندن ومدريد وطنجة والجزائر أيضا. فأنا أعرف أن معهدنا الثقافي في لندن مثلا ما يزيد على أن يعلم اللغة العربية لبضعة عشر يهوديا معظمهم قد اشتغلوا فيما بعد جواسيس على العرب في حرب فلسطين، وبضعة عشر إنجليزيا ممن يعدون أنفسهم لخدمة الاستعمار الإنجليزي في الشرق العربي! وهذه المهمة تستغرق جهود رجل مصري مثقف كالدكتور عبد العزيز عتيق. كم كانت إحدى كليات الجامعات المصرية في حاجة إليه هنا لاستكمال أساتذتها!
ولو أنشئ معهد ثقافي مصري في باكستان ومثله في إندونيسيا لاستطاع من غير شك أن يؤدي للثقافة الإسلامية، وللعالم الإسلامي من الخدمات أضعاف ما يؤدي معهد في لندن أو في مدريد، أو حتى في طنجة والجزائر؛ لأن انضمام كتلتين ضخمتين إلى نهر الثقافة العربية، واستكمال أسباب الوحدة بين العالم العربي وبقية العالم الإسلامي. . يساويان بلا