في عنق النقد للأستاذ علي أحمد باكثير، دين كبير فقد أنفق الأستاذ شبابه وهو لا يفتأ يضيف إلى المكتبة العربية ثروة هي أشد ما تكون افتقاراُ إليها بقصصه ومسرحياته التي يخرجها تباعاً والنقد لا يكاد يتابعها! ولقد قاربت مؤلفاته - فيما أعلم - العشرين، وما احسب النقد أولاها عشرين كلمة منه!
إن النقد مقصر جداً في ذات الأستاذ علي أحمد باكثير، وفي ذات الفن الذي ينهض به صابراً جلداً محتملاً أشد صنوف التضحية والجهد والحرمان، وإني لمحاول أن أسد قليلاً من هذه الثغرة السحيقة، بتناول مسرحيته الجديدة التي ظفرت بجائزة وزارة المعارف - وإن كان ذلك ليس مما يسمو بها - والتي سماها السلسلة والغفران)
وإذا أردنا أن نلخص هذه المسرحية في كلمات فإنه يمكن أن نقول: -
إن عبد التواب بن صالح المقدادي اعتدى على (غيداء) زوجة صديقة الحميم (قاسم المغربي) في أثناء غيابه عنها، فلما حملت منه وأراد إخراج ثمرة الإثم من أحشائها، ماتت عند إجهاضها، وعاش (عبد التواب) حياته بعد لك نادماً، وصار كاسفاً حزيناً، وركبه هم مقيم مقعد لما أتى من منكر شديد
وسارت الأيام، وتزوج عبد التواب من الفتاة الصغيرة كوثر ابنة (إسماعيل المرزوقي)، ثم حدث أن اضطر إلى الغياب عنها في تجارة له مع الشام مع صديقه وشريكه قاسم المغربي وتركها في بيته وليس بها أثر من حمل، ثم عاد فلم يجدها في بيته وإنما وجدها في بيت أبيها مريضة ملازمة فراشها، ثم عرف أنها ليست مريضة وإنما هي حبلى!. وعرف أن الذي أحبلها إنما هو مستور شقيق (غيداء) ضحيته من قبل!
ولكن عبد التواب يتستر على زوجته كوثر ويعود بها منزله، ثم تضع كوثر حملها، وتأتي بغلام سموه أسامة يصطنعه عبد التواب على عينه، وينشئه في ظله وبيته، ويتخذه قرة