(جل الأمر عن المجاملة والهزل، فدعونا نتكلم بصراحة وجد.
.)
يعرض في مصر الآن فلم اسمه (لبنان في الجامعة)، تظهر فيه الجامعة أولا ببنائها وقبتها حتى لا يبقى عند أحد شك أنها الجامعة المصرية، جامعة فؤاد الأول التي في الجيزة، وأن الذي يأتي من الوصف إنما هو لها، هي، بعينها وأذنها لا لجامعة غيرها وأنها ليست قصة جامعة خيالية، حتى إذا وثق صاحب الفلم من أنك عرفتها وحققتها، ساق لك مشاهدها، وعرض عليك صورها، فلم تر فيها مظهر علم، ولا دلائل تهذيب، لم تر إلا الاختلاط الشائن واللهو المحرم، والغرام والغناء، كأن هذا كل ما في الجامعة، وكأنها أنشئت لمثله: يجيئها الطالب اللبناني فيستقبله طاب مصري، يأبى واضع الفلم إلا أن يجعله مغفلا كأنه ثالث المضحكين لوريل وهاردي، وأن يسميه (سونه). . . فلا يمر على التقائه به ثلاث دقائق فقط حتى يعرف به الطلاب فيهتفوا له، ويقودوه رأساً لا إلى بهو المحاضرات ولا إلى المكتبة، بل إلى البركة، مع أنه جاء في وقت الدرس لا في وقت اللعب فترى في بركة الجامعة الطلاب والطالبات بالأجساد العارية، والعورات البادية، ثم تبصرهم يعمدون إلى طالبة لابسة ثيابها الكاملة فيحلونها فيلقونها في الماء، فإذا خرجت كالقطة المبللة حفا بها ضاحكين عابثين، وتمضي المشاهد على هذا النمط لا تظهر غرفة الدرس إلا مرة واحدة، يدخلها عم الطالب اللبناني وهو في الرواية (المضحك) المعروف بشارة وكيم فيقطع على الأستاذ محاضرته، ويفسد عليه درسه، ويسخر منه، ويستخرج ابن أخيه بلا أذن، لأن عاشقته. . . تطلبه. . .
ويعرض (الفلم) بيت الطلبة الذي أنشأته الحكومة المصرية بأموالها لإيواء الغرباء من الطلاب، فطمأن بذلك آباؤهم في الشام والعراق والحجاز ونجد والمغرب واليمن، لأنهم غدوا فيه بأمانة هذه الحكومة فما يخشى المرض على أجسامهم، ولا الفساد على أخلاقهم، فلا يجعل بيت الطلبة إلا (ماخورا) فظيعاً. . وترى اللبناني يدخله فيسقط في حفرة كان