كنت ذهبت في مقالات نشرتها بالأعداد (٣٤٦، ٣٤٧، ٣٤٩) من مجلة الرسالة الغراء، إلى أن لقب السفاح لم يكن اللقب الحقيقي لأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وإنما هو لقب أطلقه عليه بعض المؤرخين، وأخذه من قوله في بعض خطبه (فأنا السفاح المبيح، والثأثر المنيح) فغلب عليه في كتب التاريخ، وغطى على لقبه الحقيقي، ثم ذكرت أن لقبه الحقيقي كان القائم أو المهتدي أو المرتضي، كما ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، والقلقشندي في صبح الأعشى.
وقد ذكر الأستاذ ميخائيل عواد نصاً جديداً في العدد الأول من السنة العاشرة من مجلة المعلم الجديد العراقية، نقله عن هلال بن المحسن الصابي صاحب كتاب رسوم الخلافة، وقد جاء في هذا النص أنه اختلف في لقب أبي العباس، فقيل القائم، وقيل المهتدي، وقيل المرتضي، لما غلب عليه السفاح، وإنما ذكر بذلك لكثرة ما سفح من دماء بني أمية.
ولا شك أن هذا النص يؤيد الرأي الذي ذهبت إليه، ويثبت أن لقب السفاح قد وصف به أبو العباس من بعض المؤرخين، ولم يكن لقباً حقيقياً له.
عبد المتعال الصعيدي
اللجنة الثقافية للجامعة العربية:
عقدت اللجنة الثقافية العامة جلستها الأخيرة في الأسبوع الماضي فبحثت في مشروع إنشاء معهد لإحياء المخطوطات العربية الموجودة في العالم وتصوير أقيمها وأفيدها ووضعها تحت تصرف العلماء والباحثين والناشرين في أطراف العالم.
وقد قابلت اللجنة هذا المشروع بتحمس شديد لأنه يضمن الوصول إلى كنوز الفكر العربي ويحفظ تراثه الموجود من الضياع والتشتت، وقد أقرت هذا الموضوع، وطلبت عرضه على مجلس الجامعة العربية في دورته المقبلة، ثم نظرت في مشروع مؤتمر عام يجتمع فيه عدد كبير من علماء العرب الذين يعنون بالثقافة العربية فيبحثون في أمرين على غاية من الأهمية في تقوية الروح القومية والثقافية العربية.