للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أناشيد صوفية]

جيتانجالي

للشاعر الفيلسوف طاغور

بقلم الأستاذ كامل محمود حبيب

- ٤٩ -

لقد هبطت عن عرشك لتقف بازاء باب كوخي

كنت جالساً وحدي في زاوية أترنم بألحان ألقيت أنت إليها سمعك فهبطت عن عرشك لتقف بازاء باب كوخي

وفي فنائك أحتشد العظماء والأغاني تتردد هناك في كل حين؛ غير أن لحناً بسيطاً أرتفع بين هذه الأغاني فجذبك إليه؛ هو لحن قصير فيه الشجن أختلط بموسيقى العالم العظمى فهبطت ومعك هدية من زهر. . . هبطت لتقف بازاء باب كوخي

- ٥٠ -

وانطلقت أتكفّف الناس وأنتقل من باب إلى باب على طريق القرية. ثم بدت عربتك الذهبية عند الأفق كأنها الحلم اللذيذ فعجبت: ترى من يكون ملك الملوك هذا!

ولمع الأمل في نفسي وخيل إلي أن أيام السوء قد انقضت فوقفت أنتظر الهبات، وهي تعطي في غير سؤال، والمال وهو ينثر هنا وهناك

ووقفت العربة بازائي. وحين وقع بصرك علي دلفت نحوي وعلى شفتيك ابتسامة، فاستشعرت السعادة في نفسي؛ وعلى حين فجأة مددت إلي يمناك وأنت تقول: (ماذا عندك لتهبه لي؟)

آه! إنها دعابة ظريفة أن تمد يدك تسأل شحاذاً. واضطربت وسيطرت عليّ الحيرة ثم تناولت من سلتي أصغر حبة قمح. . . تناولتها في بطء وقدمتها إليك

لشد ما عجبت حين أفرغت سلتي عند الغروب، فألفيت بين متاعي الحقير حبة من ذهب في قدر حبة القمح، فرحت أبكي في حرقة وأسى لأنني لم أجد في نفسي القوة على أن أقدم إليك كل ما أملك

<<  <  ج:
ص:  >  >>