للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الفنون]

فرانسسكو جويا

للدكتور أحمد موسى

يعد جويا من أغرب شخصيات القرن التاسع عشر وأبعدها أثرا في الفن. ظل يصور حتى تجاوز الثمانين من عمره، وقضى حياة حافلة بمختلف الحوادث والعبر، وبوفاته انتهى دور من أهم أدوار الفن الأسباني

ولد فرانسسكو جويا في ٣٠ مارس سنة ١٧٤٦ في فونديتورس إحدى القرى الصغيرة في مديرية اراجون لوالدين فقيرين اشتغلا بالفلاحة في قطعة صغيرة من الأرض كانت مصدر حياتهم؛ فكانت طفولته مليئة بالعمل والتعب والملل.

وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره رسم شكلا تخطيطيا لخنزير على حائط مسكنه الريفي، وشاهد أحد الرهبان هذا الرسم مصادفة فوجد فيه ما يدل على استعداد راسمه؛ فتقدم إلى والده ناصحا بان يذهب بابنه إلى فنان يقيم في سرقوسة وهي اقرب البلدان إلى قريتهم

كان أول معلميه جوزي لوزان مارتنز، فعرف منه كيفية تحضير الألوان وشد قماش اللوحات في الإطار، وما إلى ذلك من وسائل العمل نظير خدمته لمعلمه

وفي مدة وجيزة استطاع جويا أن يفهم الأسرار العملية لمهنته التي ولد لها، وأمكنه أن يصور بعض تفاصيل مهمة على لوحات معلمه، ولم تنقض ثلاث سنوات حتى رخص له مارتنز برسم لوحات بأجمعها

جمع جويا بين ظاهرة العبقرية الفنية وبين قوة العضلات؛ فكان يمضي أوقات فراغه في الرياضة البدنية والمصارعة والجري وحمل الأثقال

وكان محبوبا من بنات البلدة اللواتي كن يحضرن لمشاهدة مصارعته مع أمثاله الذين تغلب عليهم دائما. وكان كثير التردد على القهوات والحانات فكان روادها يخشون بأسه.

بدأ جويا حياته الفنية بتصوير العذراء، فأخرجها إخراجا أنيقا في ثوب رقيق وقوام رشيق. ومع هذا السمو كنت تراه أحيانا يغني أغاني شعبية عامية لا تنسجم مطلقا مع مصوراته في ذلك الحين، كما كان عصبي المزاج سريع الغضب سريع البطش

عاد في آخر الليل مرة مع أصدقاء له إلى المدينة فصادفه في حارة قذرة من حاراتها نفر

<<  <  ج:
ص:  >  >>