[اعصفي يا رياح. .!]
للأستاذ رضوان إبراهيم
اعصفي أيتها الرياح وزمجري
من كان له في هذا البلد كوخ يخشى عليه التحطيم فليستعطفك!
اعصفي أيتها الرياح. . من كان له في هذا الحقل سنابل يخاف أن تتقصف فليسترحمك!
اعصفي أيتها الرياح. . من كان له في هذا الوجود أحبة يشفق عليهم من لفحات فليطلب
إليك أن تترفقي!
اعصفي. . . اعصفي يا رياح!؟
مهما عصفت فلن تزلزلي هذا الأساس، لأنه لاصق بالأرض!؟
ومما غضبت فلن تهز في هذا البناء، لأنه وهم من الأوهام!؟
ومهما زمجرت فلن تدكي هذه الصروح، لأنها أشباح الأبدية!؟
اعصفي أيتها الرياح. . . اعصفي!
إنني سار غريب. . . مهما عصفت فلن ينشق عني هذا الإهاب الذي يشد عظامي. . .
إنه هدية أمي يوم جاءت بي إلى هذا الوجود!؟
ومهما ثارت ثائرتك فلن تطيحي بهذه القبة الزرقاء التي أستظل بها كلما ألهبت رأسي
زفرات الهجير. . . هجير المجتمع. كل موطئ لقدمي وطن حتى أنقل القدم إلى غيره. . . وكل مضجع آوى إليه تحت سماء الله بيت حتى أنفض غبار الجهد. وكل كسرة أتبلغ بها مائدة ما دامت تحفظ على الحياة!؟
اعصفي أيتها الرياح. . . اعصفي.
اعصفي زلزلي. . . فقد تزلزلين يوماً صروح الظلام!
اعصفي ودكدكي، فقد تدكين مرة معاقل الظلم والطغيان!
اعصفي وثوري. فقد تحطمين سدود الرحمة فتتدفق فتغمر الوجود!
اعصفي. . . فقد يصحبك برق يمزق الغشاوة التي ترين على الأبصار والقلوب، فيرتد
إليها البصر والبصير، فترى حكمة السماء على الأرض، ونور الله على ظلام الناس.
اعصفي وغبري، فقد يعقبك غيث يهطل على القلوب فيحييها فتخضر في جوانبها