لم يخدم (الحظ) في دنيا الموسيقيين أحد كما خدم عبد الوهاب، ولم
يتطوع الزمن في ركاب كما تطوع في ركابه حتى أبدله نعمى بيؤس،
ويسراً بعسر. . .!
هو من صدور (الملحنين) في الشرق، ولكنه سيد المطربين فيه. بز القدماء بقديمة، وعز على قرنائه بجديده وتجديده.
سما بالموسيقى سمواً كبيراً حتى جعل منها شيئاً محترماً، وارتفع بمنزلة (المطرب) ارتفاعاً عظيماً حتى أصبح العظماء يتوددون إليه بعد أن كانوا يحسبونه مهرجاً لا أكثر. . .!!
صوت رخيم جميل، ولعله أسلم أصوات مطربينا وأقدرهم على التطريب الحق الذي يأسر النفس، ويملك الحس. لا نستطيع أن نقول عنه إنه غني (بتريولاته) ولكننا نستطيع أن نقول إنه غني بالطاعة لصاحبه، والخضوع لكل أوامره ونواهيه
يبلغ أربعة عشر مقاماً (أوكتافين)، خمس مقامات (تينور) ثقيل، وتسعة مقامات (بريتون) تقريباً كلها سليمة قوية واضحة لامعة
لا يرتجل، ومع كل ذلك فهو (يشتغل)! ويشتغل شغلاً عجيباً يدر عليه الآلاف المؤلفة. والسر في هذا أنه لا يؤمن بالتصرف ولا بالارتجال، ولا يغني إلا بعد أن يكون قد لحن الكلام وجربه أكثر من عشرين مرة مع رجال تخته. فإذا طلبت منه (مقطوعة) له قديمة غناها كما سجلها دون تصرف أو خروج كالأسطوانات تماماً. . .!
يحب فنه أكثر مما يحب نفسه؛ ولذلك لا تعجب حينما تعرف أنه لا يرى بأساً من مواصلة ليلة بنهاره ونهاره بليله ملحناً وعازفاً دون أن يراعي صحته الضعيفة! درس (الصولفيج) دراسة طويلة، وهذا ما أفاد صوته كثيراً، ولكنه مع هذا لم يستطع أن يسجل لنفسه لحناً واحداً (بالنوتة) بل يستعين في ذلك بالأستاذين جميل عويس، وعزيز صادق
هو أول من أدخل على التخت العربي آلات الكونترباس. . . الفيولانسيل. . إلاكورديون الكاستنيت. . المثلث النحاسي. . النقرزان. . .