. . . وقابلتني مرة أخرى صديقتي التي قدمتها إليك في الأسبوع الماضي وكانت كعادتها غاضبة، ولكنها في هذه المرة كان غضبها بالغاً نهايته من قبل أن تراني، وقد رأتني قبل أن أراها فلم أنتبه إليها إلا بعد أن وكزتني وهي تقول:
- أهكذا يكتب الناس في الصحف السيارة ما يدور بينهم وبين صديقاتهم من أحاديث، حتى إذا قرأها من يعرفونهم ويعرفونهن وقفوا على ناحية من تفكير فتاة تحب أن يعرف الناس عنها أنها مقطوعة الصلة بالرجال وأحوال الرجال ونفوس الرجال؟. . . أم أنت آليت على نفسك تخويف العرسان؟ حقاً إنك قليل الذوق!
- عفوك يا آنستي عفوك، فما أقصد إلى شيء من هذا، وإنما أدعو الله لك بالتيسير كما أسأله لك الصون. ثم أنتهزها فرصة لأسألك ما هو الذوق؟ هذا الذي تقولين إن نصيبي منه قليل. . .
- هو فضيحة جديدة تزفها بأجراسها للرسالة. سأشكوك للأستاذ الزيات!
- ليس للأستاذ الزيات شأن في هذا. فأجيبي وقولي: ما هو الذوق؟ أم أنت تقولين مالا تعرفين؟
- لا أعرف هه! فما هو الذوق يا ذواق؟. . .
- وأنا أيضاً لا أعرف
- إذن ففيم كانت هذه الأستاذية المنفوخة في سؤالك؟
- كانت في السؤال يا آنستي. . . أما تعرفين أني أستاذ في الجهل، والسؤال سألته بحثاً عن المعرفة؟ وهلا تحبين أن نتعرف الذوق معاً؟
- أتعرَّف الذوق معك أنت؟ وهل أنت تريد أن تعرف الذوق. . .؟
- بنعمة الله أردت. وإني أراك لا تعرفينه فقد وقفت عن تعريفه، فلم لا نتعرفه معاً. . . إنه