كان شرف قريش قبل الإسلام لبني عبد مناف وبني مخزوم، وكان شرف بني مخزوم إلى المغيرة بن عبد الله بن مخزوم حتى آثر بعض ذريته اسم المغيري على اسم المخزومي. وكان هشام بن المغيرة يسمى رب مكة، ولما مات أرخت قريش بموته، وكان ابنه أبو جهل زعيماً من زعماء قريش. والوليد بن المغيرة أخو هشام كان أكبر رجل في مكة. وكان يلقب الوحيد، وريحانة قريش. ولما كلم زعماء قريش أبا طالب في أمر النبي عرضوا عليه أن يأخذ عمارة بن الوليد ويسلم إليهم محمدا فقالوا كما روي ابن هشام:(يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولدا فهو لك).
وقال المفسرون في قوله تعالى:(وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم). إن المشركين عنوا الوليد بن المغيرة في مكة وعروة بن مسعود الثقفي في الطائف. وقالوا في الآيات (ولا تطع كل حلاف مهين) - إلى أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) والآيات:(ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالاً ممدودا وبنين شهودا، ومهدت له تمهيدا). أنها نزلت في الوليد بن المغيرة ومن أجل التنافس بين بني عبد مناف وبني مخزوم كانت عداوة هؤلاء للإسلام. روي ابن هشام قول أبي جهل، (تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا حتى إذا تحاذينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟)
كان للوليد بن المغيرة عشرة بنين أو ثلاثة عشر، أسلم منهم ثلاثة عمارة وهشام وخالد.
وأم خالد لبابة بنت الحارث بن حزم الهلالية أخت ميمونة أم المؤمنين، ولبابة الكبرى زوج العباس، وكانت لبابة الكبرى منجبة أنجبت سبعة من بني العباس يقول فيهم الراجز: