للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحسب أختها إنجابا أنها ولدت خالدا.

اتفق الرواة على أن خالداً مات سنة إحدى وعشرين، وقال القسطلاني: وكان له بضع وأربعون سنة. فمولده حول خمس وعشرين قبل الهجرة أو اثنتي عشرة قبل البعثة.

وكان خالد قائد فرسان قريش، وذاع صيته بما فعل في أُحد إذ فجئ المسلمين من خلفهم حين ترك رماتهم مواقفهم فهزم المسلمون بيقظة خالد ومهارته. وهو يومئذ دون الثلاثين. وقد شارك فيما كان بين المسلمين وقريش من حرب إلى غزوة الحديبية، وكان يومئذ قائد الفرسان، وتقدم بهم من مكة إلى كراع الغميم ليرد المسلمين

إسلام خالد

روي ابن إسحاق عن عمرو بن العاص: (خرجت عامدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة مقبل فقلت: أين يا أبا سليمان؟ فقال والله قد استقام الميسم، وان الرجل لنبي، أذهب والله فأسلم، فحتى متى؟ قلت والله ما جئت إلا لأسلم. فقدمنا المدينة على رسول الله فتقدم خالد ابن الوليد فأسلم وبايع، ثم دنوت فقلت يا رسول الله أني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي، ولا أذكر ما تأخر. فقال رسول الله يا عمرو: بايع، فان الإسلام يجب ما كان قبله، وان الهجرة تجب ما كان قبلها فبايعته ثم انصرفت).

دخل خالد في جند المسلمين يومئذ وسرعان ما شارك في الغزوات وأبلى فيها. فلم يمض على إسلامه شهران حتى شهد غزوة (مؤتة) في جمادى الأولى من السنة الثامنة. وكانت موقعة نائية نازل فيها المسلمون أضعافهم من العرب والروم. وتهافت القواد الثلاثة الذين ولاهم الرسول واحداً بعد الآخر: زيد بن ثابت، فجعفر بن أبي طالب، فعبد الله بن رواحة، فاختار الناس خالداً فدافع العدو وانحاز بالمسلمين حتى نجا، بهم وقفل إلى المدينة فلقي الناس القافلين يعيرونهم: يقولون يا فرار، فقال الرسول صلوات الله عليه، بل هم الكرار، وسمى فعل خالد فتحاً، ولقبه سيف الله. في البخاري أن رسول الله قال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم) ولا ريب أن من الفتح أن يخلص خالد هذا الجيش القليل من سورة جيش عرمرم جمع الروم والعرب فلا يقتل منه إلا اثنا عشر. ولا

<<  <  ج:
ص:  >  >>