دفعني إعجابي الشديد بمقالتكم في (الرسالة) إلى الإقدام على الكتابة لأقدم لكم خالص شكري وشكر زميلاتي على ما تفضلتم به (على الجنس الضعيف) من نصائح ثمينة، ودرس عميق في سبيل رفع مستوى المرأة المصرية.
ومع أنني يا سيدي أؤمن بكل كلمة كتبتها تحت عنوان:(نهضة المرأة المصرية) وواثقة بأنكم درستم الموضوع من جميع نواحيه، فأني أرجو أن تتفضلوا بالسماح لي أن أضيف مشهدين آخرين (هما مقتل الأمة، وعلة دمارها):
الفتاة المصرية الحديثة ضحية استبداد أهلها وضحية ضلال الرجل وغروره.
المشهد الأول: أسرة مؤلفة من أب وأم وبنين وبنات، ثقفت الفتاة منهن أحسن ثقافة، وتحلت بأجمل ما في الأخلاق الغربية والشرقية، وبعد ذلك تقبر في بيت ذويها حيث تبقى مسلوبة الحرية، إلى أن يمن الله عليها بمن يخطبها من أهلها فتصبح زوجة لمجهول (نكرة ضمت إلى نكرة، فتبدأ المآسي. . . .) فهي فاقدة حرية التصرف في مسألة اختيار زوجها، كما أنها مضطرة إلى التسليم بمن يختار لها بعلاً كي تتخلص مما هي فيه من. . .
سيدي: إنني أشفق على نفسي وعليكم من ذكر بعض ما تتحمله الفتاة المصرية من آلام نفسية ومادية وهي بين أهلها. فهي دائماً في خلاف مستمر لما بينها وبينهم من تفاوت في العلم والتفكير والرقي، وتعسة مع زوجها النكرة لما بينها وبينه من تنافر الأخلاق والطباع. إن الأمة المصرية اليوم في دور انتقال من القديم إلى الجديد، ومن الاستعباد إلى الحرية في حياتها السياسية والعلمية والأخلاقية والنفسية؛ ومن الصعب جداً التوفيق بين القديم والجديد، ولابد لكل دور انتقال في حياة الشعوب من ضحية - والفتاة المصرية اليوم هي ضحية هذا التطور.
المشهد الثاني: ينقسم الشباب المصري إلى قسمين: قسم لا يفكر في الزواج مطلقاً بل يفضل أن (يتلاقى بالفتاة التي تركها وهي مثقلة بالأوصاب من أن يعيش وإياها مستنيراً