للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المشتهى]

بحث طريف لم ينشر

للعلامة المغفور له أحمد تيمور باشا

ذكره المقريزي في خططه في كلامه على متنزهات الفاطميين، ولكن الذي ورد عنه في النسخ التي اطلعنا عليها لا يعد وهذه الجملة المقتضبة (وكان من مواضعهم التي أعدت للنزهة المشتهى) وبعدها بياض متروك، غير أن السيوطي نقل عنه في كوكب الروضة مانصه: (قال المقريزي كان من مواضع الخلفاء الفاطميين التي أعدت للنزهة المشتهة بالروضة وكانوا يركبون إليه يوم السبت والثلاثاء فيعم الناس من الصدقات أنواع ما بين ذهب ومآكل وحلوى وغير ذلك) ولا ريب في أن هذه الزيادة من كلام المقريزي، لأن السيوطي أعقب العبارة بقوله (انتهى). وذكرها الشيخ عبد الغني النجدي النابلسي في رحلته المسماة بالحقيقة والمجاز عن المقريزي بهذا النص أيضا، فالظاهر أنهما نقلاها عن نسخة من الخطط بها هذه الزيادة أو عن تاريخ المقريزي المسمى بالسلوك. ثم أوردا بعدها بيات الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض التي منها:

وطني مصر وفيها وطري ... ولعيني مشتهاها مشتهاها

وقال الشيخ عبد الغني النابلسي في شرحه لديوانه: المشتهى الثاني اسم مكان في مصر تدخل إليه فرقة من ماء النيل وهو متنزه مشهورا. وله ذكر في الأشعار المصرية في حسن المحاضرة وغيره من كتب الأدب والتاريخ انتهى. قلنا نعم أكثر الشعراء من ذكره وأورد السيوطي في كوكب الروضة وحسن المحاضرة كثيراً من مقطعاتهم فيه، ومنها قول ابن الفارض أيضاً مشيراً إليه والى المقياس والروضة وكان كثير التردد على المسجد الذي فيه أيام النيل.

لقد بسطت في بحر جسمك بسطة ... أشارت إليها بالوفاء أصارع

فيا مشتهاها أنت مقياس قدسها ... وأنت بها في روضة الحسن يانع

ولكن الغريب إلا ترى في كتب التاريخ ذكراً لموضعه بالروضة ولا نعرف من خبره غير القليل الذي رواه المقريزي، ولولا السيوطي والنابلسي ما وصل إلينا هذا القليل أيضاً. وطالما تلمسنا مزيداً من العلم به فلم نكن نحلو بطائل، فقصرنا الجهد على تحقيق موضعه

<<  <  ج:
ص:  >  >>