المشهور أن المسرحية فن غريب على الأدب العربي والنقد الأدبي الحديث منوط به البحث عن سبب هذه الظاهرة، بخاصة إذا عرفنا أن الأدب المسرحي في أصيل الآداب العالمية، ففي أدب اليونان القدماء نجد المسرحية مكتملة العناصر إلى حد كبير حتى أن أسس المسرحية التي وضعها أرسطو في بحثه في الفن، كانت - ولا تزال - من عمد الفن المسرحي. .
وتاريخ الفن المسرحي الحديث في مصر لا يزال في حاجة إلى تأريخ مدون. . . ولعل أقرب تاريخ لهذه الحركة الحديثة هو مقدمة مسرحية (أوديب) لتوفيق الحكيم. . ومنها نعلم أن المسرحية الحديثة قد بدأت معتمدة كل الاعتماد على الآثار الفنية للمسرحين: الفرنسي والإنجليزي. . . وخاصة آثار القطبين: موليير وشكسبير. .
وإن كان المصريون وقد شاركوا فيها متاخرين، فإن مشاركتهم تلك كانت تأثرية لا فنية، كما اعترف الأستاذ الحكيم في مقدمته السالفة الذكر
بيد أننا نستطيع أن نلمح حركة تسعى نحو التقدم بفضل جهود ركني المسرح المصري الحديث من الفنانين الأدباء، ونعني بهما شوقي في مسرحياته الشعرية، وتوفيق الحكيم في مسرحياته النثرية. . . ملاحظين أن فن الحكيم في المسرحية أثبت قدما، فمواطن الإجادة عنده نراها متميزة جلية، في حيوية الشخصيات وفاعلية الحوادث، ونبض الجو بالحياة، والقوة التأثيرية الكامنة في الحوار. .
كذلك نلاحظ أنه - أي الحكيم - لا يعتمد اعتمادا كليا على التراث التاريخي في مسرحياته، كما فعل شوقي. . .
١ - طبيعة الحوادث:
الفصل الأول - المنظر الأول: يبدأ بنشيد شعبي، المقصود منه شيئان: أولهما التمهيد