(إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
وما أهون أولئك الذين لا يؤمنون بآداب السلوك في الشارع، فإذا سار أحدهم أمال خده تكبرا، وإذا مشى اختال في خطواته عجبا، ولم يقصد في مشيته ولم يغضض من صوته:
(إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا - ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا، إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)
وما أعجب أولئك الذين لم يحفلوا بآداب الأخوة الإنسانية وخيل إليهم أنهم فوق الناس وأسمى منهم، وهان عليهم أن يسخروا من البعض. ويعيبوه ويستخفوا به حتي في مناداته، فتراهم ينادونه بالألقاب التي تسيء إلى نفسه وإنسانيته:
(يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون. .)
والأخوة الإنسانية تفرض على الإنسان تحية أخيه عند لقائه كما تفرض على الآخر رد التحية بخير منها، أو على الأقل بمثلها. . وذلك ضمان لبقاء الرابطة متينة قوية:
(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها، إن الله كان على كل شيء حسيبا)