للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش النقد:]

شعر من الجزيرة

للأستاذ سيد قطب

١ - الهوى والشباب: أحمد عبد الغفور عطار

٢ - الشاطئ المسحور: محمد عبده غانم

هذه تحية لا نقد؛ فتلك بواكير يقظة في قلب الجزيرة، ما أجدرها منا بالتحية، لا لأنها لا تثبت النقد، ولكن لان التحية هنا أليق!

وهما ديوانان من الشعر، والشعر في هذه الفترة يعاني ازمة، فبين مئات الكتب التي صدرت في فترة الحرب بوفرة، لم تصدر إلا دواوين تعد على الأصابع، وذلك موجب آخر من موجبات التحية!

شعر من الحجاز وشعر من اليمن. . وقد اعتدنا أن ننتظر الشعر في لبنان ومصر، وفي سورية والعراق، وربما تونس، فقد نبغ فيها الشابي شعلة تضوي ثم تخبو سريعا، فها هو ذا الحجاز، وها هي ذي اليمن تساهمان أيضاً بنصيب. . فما أجدرها بالتحية!

وكم ذا يسرني - كمصري مشتغل بالنقد الأدبي - أن أستقبل هذا النتاج، وأن أضم يدي على طاقة من تلك الزهرات من [مشرق الشرق العربي إلى مغربه، فمصر كثيرا ما تتهم بالتقصير في حق جيرتها، فهي في عرف بعضهم غافلة أو متغافلة عن خطوات النهضة الأدبية في البلاد الشقيقة.

وهذا ظلم لمصر، فما احسبها قصرت في التنويه بأي أدب، ولا بأي أديب وصلت إليه أنباؤه، وأني لأعلم أن صحافتها تفسح لأبناء البلاد العربية ما لا تفسحه لبنيها، وتؤثر بريد البلاد العربية على بريدها؛ ولا تجد في نفسها غضاضة ولا حسدا أن يتفوق بعض أبناء الشقيقات على بعض أبنائها؛ وأنها لحفية بكل ما يصل إليها من هناك. أما الذي لا يصل فليس الذنب ذنبها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

وقبل أن يلومنا الإخوان عن إهمالنا لنتاجهم، يجب أن يسألوا أنفسهم: هل بلغنا نبا ذلك النتاج؟ هل هو يباع في اسواقنا؟ هل اعلن عنه في صحفنا؟ هل وصلتنا صحفهم التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>