للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أعلنت عنه؟ وإلا فما نجد سبيلا إلى الحصول على كتب مما يصدر في كثير من البلاد العربية إلا أن نقوم برحلة إلى هناك، وهذا ما لا يستطاع لكل فرد في كل آن.

لقد أعلنت مرة في (الرسالة) - وهي مقروءة في كل بلد عربي - إنني في حاجة إلى كل ديوان شعر والى كل قصة أو أقصوصة طبعت في شتى البلاد العربية، لان لدي بحثين معطلين عن: (الشعر المعاصر) وعن (القصة الحديثة)، ولأنني كرهت ان اقتصر على الشعر المصري وعلى القصة المصرية؛ وقلت: إنني لا اطلب (هدايا)، ولكنني اطلب هذه الكتب محولا ثمنها على البريد، ذلك إنني لا أجدها في السوق المصرية، ولا أجد لي سبيلا إليها. فماذا حدث؟

حدث ان تفضل بعض الشعراء والأدباء في فلسطين والعراق والحجاز بإهداء دواوينهم وقصصهم إلى، ولكن البقية لم تصلني كما أن سورية ولبنان لم يسمعا النداء، وهمس بعضهم في أذني: ان هناك موجودة على مصر لأنها تصدر أدبها ولا تستورد آدابهم وهذا غريب. . فلقد اشترينا هنا كل ما صدر إلينا من هناك، ومن سورية ولبنان خاصة، وإنني لأكره هذه النغمة، انها نغمة مقيتة - وفي جو الأدب خاصة - فكلنا شركاء في النهضة ومصر تؤدي واجبها الذي فرضته عليها الظروف، وانها لتجد نفسها سعيدة حين تنهض شقيقة لها أو أكثر بالمشاركة في العبء فهو عبء اثقل من ان تنهض به وحدها، وما يجوز ان ترتفع هذه النغمة المقيتة في بلد من البلاد الشقيقة.

فلندع هذا كله لنعود إلى تحية الشاعرين والديوانين

هنالك شبه عجيب بين النسيج الشعري في كلا الديوانين، فهو نسيج رقيق هفهاف، والشعر الحجازي القديم مشهور بالرقة والعذوبة، والشعراء الغزلون قد نشأوا هناك، فديوان (الهوى والشباب) ليس غريبا في بيئته، فالظاهر أن الرقة والعذوبة ما تزالا كامنتين - تحت الشظف - في مدائن الحجاز. اما (الشاطئ المسحور)، فيبدو انه يستمد عذوبته ورقته من خصب اليمن وروائها التاريخيين، فالبذرة هناك كامنة ما تزال.

وإذا كان في شعر الأستاذ (عطار) جزالة تمازج الرقة في بعض الاحيان، فإن شعر الأستاذ (غانم) انسيابا وسيولة دائمين في جميع فصول الديوان، ولكنهما قريب من قريب.

واليك قطعتان من الديوانين:

<<  <  ج:
ص:  >  >>