من رأي الباحثين في علم الأخلاق أن اللؤلؤة هي أقرب الحجارة الكريمة المتبلورة إلى النفس، لأنها أثر من آثار الألم لكائن حي، وليس في طاقتي التعليق على هذا القول، لأن سحر الجواهر لا يحرك أي وتر من أوتار روحي، وبريقها الرجراج لا يؤثر في على الإطلاق، كما إنه ليس بوسعي أن أقطع برأي حول ذلك الجمال المتطاول: هل لؤلؤة الحب أشجى القصص، أم هي خرافة شائقة عن خلود الجمال؟
إن دارسي النثر الفارسي في العصور الوسطى قد ألفوا هذه القصة والجدال الدائر حولها. والقصة قصيرة، إلا أن تفسيرها يشغل حيزاً كبيراً في أدب تلك الحقبة. فلقد عدت قطعة شعرية كما يجوز اعتبارها كناية تشير إلى هذا أو إلى ذاك. وساهم رجال الدين نصيب وافر في تأويلها، وعنوا بها بوجه خاص كقصة تلقى ضوءاً على بعث الأجسام بعد الموت، ويضرب بها المثل أولئك المشتغلون بالفن والجمال، وكثيرون يعتبرونها مجرد تعبير جريء عن حقيقة بسيطة
جرت حوادث القصة في شمال الهند، وهي أصلح تربة للحب السامي في جميع بقاع العالم، فهي بلاد الشمس الوهاجة والبحيرات والأدغال الكثيفة والتلال والأودية الخصبة، وهناك توشك الجبال الشاهقة أن تنطح قبة السماء، أجل هناك القمم والأخاديد حيث الثلج الدائم الصعب المنال، في هاتيك الربوع كان يعيش أمي في مقتبل العمر يطيعه الجميع. وفي يوم ما التقى بفتاة طلقة المحيا، جمالها قيد النواظر بحيث يعجز عنه الوصف، فجعلها ملكته واضعاً قلبه عند قدميها. كان الحب الموثق متبادلا بينهما، مليئاً بالمسرات وبالسعادة لدرجة لم يحلم بها أحد من قبل. ومكثا يتفيآن ظل الهناءة، موفوري السعادة لمدة سنة وبضعة شهور، ثم. . . فجأة ماتت بلدغة سامة، بينما كانت تطوف في أرجاء إحدى الخمائل. . .!
أجل، ماتت. . . ولبث الأمير حيناً مسجى في حالة هامدة صامتة من جراء الحزن البالغ