ذلك الرجل جمّله الله بالتواضع، وكمّله بالعلم، وزينه بكل فضيلة، وماذا ترى في رجل له في الناس ألف صديق وليس له فيهم عدو واحد؟!
شاعر عربي ينفح شعره بأنفاس الإنسانية، وأديب كاتب تتجلى في نثره نفحات العبقرية، وعالم باحث لا يزدهيه الفخر بغزير علمه، لا يدخله الغرور بجزيل فضله، ولكنه دائماً موطأ الجانب، يلقي إليك بما عنده وكأنه يأخذ منك ويتلقى عنك، ثم هو بعد ذلك يتوجه بالشكر إليك. . .
ذلك هو عبد الوهاب عزام الذي وقع اختيار أولي الأمر عليه أن يكون وزيراً مفوضاً لمصر في المملكة العربية السعودية، وإنه لاختيار موفق كسبت به تلك (الوزارة)، ولن يخسر به الأدب والعلم شيئاً إن شاء الله؛ ذلك لأن الرجل أديب بطبعه، وإنسان متفتح الإنسانية، فصلته بالأدب هي صلة النفس، فمحال أن تنفك أو تضعف بحال من الأحوال.
إنني لن أكتب عن عبد الوهاب عزام اليزم كما أعرفه، وكني أقتصد ذلك لفرصة قادمة، وأكتفي اليوم بهذه التحية القصيرة، وإنها لتحية الأدب والفضل والإنسانية في شخصيته النبيلة. . .
هذه المؤتمرات:
في ٢٣ أغسطس الحالي يعقد في سورية (مؤتمر الآثار بالبلاد العربية) الذي قررت عقده جامعة الدول العربية. وقد رشحت وزارة المعارف ثلاثة من أساتذتها لتمثيلها في هذا المؤتمر. وفي ٣ سبتمبر المقبل يعقد المؤتمر الثقافي الأول الذي قررت جامعة الدول العربية أيضاً عقده في لبنان، وقد اختارت الوزارة ستة من كبار أساتذتها لحضور هذا المؤتمر
ولعل القراء يذكرون أني عرضت لهذه المؤتمرات التي تدعو إليها الجامعة العربية من قبل، وأشدت بما تؤدي إليه من الفوائد والآثار الطيبة، ولكن الذي يهمني أن أشير إليه هنا هو أن الجامعة تجري في التدبير لعقد هذه المؤتمرات على نهج الحكومات والوزارات التي تأخذ نفسها بالأوضاع الرسمية، وكنا نحسب أن الجامعة ستجعل من عقد مؤتمراتها