للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[جيل وجيل]

للأستاذ محمود البشبيشي

- ٢ -

(كان هذا المقال قد فقد بيننا وبين البريد فنشرنا الثالث قبله؛

فلما وجدناه نشرناه وسننشر المقال الرابع بعده)

التأمل فن الفنون - فلسفة التأمل - هل يكون الحب رائد

ضلال؟ - صلة الروح بين سائر الأشياء - الرذائل تضعف

التأمل، والمغالاة في الفضائل تفسده - مسلك الشكوى وبكاء

الآمال في أدب الشباب - غلبة الغزل في شعرهم وهل من

المستطاع توازنها مع سائر الأغراض؟.

. . . ومن الأفكار أفكار تنفخ في الألفاظ أرواحاً، فتخلقها آراء حية، لا تعترف بقيود الفناء، لأنها من جوهر الروح، ولا يعتريها الضعف في التعبير عن وجودها، لأن كل كلمة فيها قوة روحية، ومن هذه الأفكار والآراء ما دار بيني وبين ولدنا الأديب (حسين) في المقال السابق، حيث انتهينا إلى أن التأمل أساس الحياة تصلح بصلاحه وتفسد بفساده، وإن قوة الأجيال بقوة الروح والفكر فيها، وقادنا الحديث إلى أدب الآباء وأدب الأبناء. بدأنا بشيء من الفلسفة، وخلصنا من أوعارها وأوعاثها إلى رياض الأدب، وسنبدأ اليوم كما بدأنا، وسننتهي كما انتهينا. . .!

- أنا معك يا بني في أن التأمل أساس الحياة، ولا يسعني إلا أن أدعو القوم إلى سبيله الصحيح، وأهيب بهم أن تأملوا في الحياة وأحوالها، تبسم لكم زهورها، وتتساقط تحت أقدامكم ثمراتها، وتسمعوا أنشودة السعادة والنصر في بسمة الصبح وجلوة المساء! ويحس كل فرد نعمتها فيعمل على زيادتها وتعمل هي أيضاً، لأن الحياة ككل شيء تعطي بمقدار ما تأخذ! وحقيق بالعاقل أن يتأمل مشكلاته ويقلبها على رأى يعقد عليه القلب، ويسن عليه

<<  <  ج:
ص:  >  >>