كتب الأستاذ سيد قطب مقالا بمجلة الرسالة عنوانه (هل الأدب قد مات). وهذا التركيب ليس صحيحا، أو على الأقل ليس فصيحا، ذلك أن النحاة مجمعون على أن (هل) لها مزيد اختصاص بالفعل، وأنه إذا كان الفعل في جملتها اقترنت به، ولا تقترن بالاسم، فلا يقال عندهم في الكلام الفصيح هل الأدب قد مات، وإنما يقال هل مات الأدب
نعم تدخل (هل) على الجملة الاسمية الخالصة نحو قوله تعالى (فهل أنتم منتهون)؟ وقول الشاعر (هل الأعصر اللائي مضين رواجع)؟ والشواهد على ذلك كثيرة
ولسعد الدين التفتازاني عبارة مستملحة في التفرقة بين دخولها على الاسم إذا كان خبره اسما، وعدم دخولها عليه إذا كان خبره فعلا يقول:(قلت الفرق أنها - يريد هل - إذا رأت الفعل في حيزها تذكرت عهودا بالحمى، وحنت إلى الإلف المألوف وعانقته، ولم ترض بافتراق الاسم بينهما، بخلاف ما إذا لم تره في حيزها فإنها تسلت عنه ذاهلة)
ويقول في موضع آخر. . وما ذكره صاحب المفصل من أن نحو هل زيد خرج على تقدير الفعل فتصحيح للوجه القبيح البعيد، لا أنه شائع حسن
وحتى على ما يرى الزمخشري لا تستقيم عبارة الأستاذ قطب، فإن الكلام عليه يقدر هكذا، هل قد مات الأدب، لأن دخول (هل) على (قد) ليس بشيء
علي العماري
كلمة حق حول رسالة الأزهر:
لا جرم أن الذين يكتبون عن الأزهر في هذه الأيام منصفون مخلصون، يدفعهم إيمانهم بمكانته، وفهمهم لحقيقة رسالته، ومعرفتهم بكنه منزلته، وما يجب أن يكون عليه أهمه - يدفعهم ذلك إلى الصراحة في القول، والجرأة في تصوير الداء، وتشخيص العلة، وتجسيم المرض، ثم إلى وصف الدواء أخيرا. . . والصراحة لا تتقبلها النفوس بارتياح في هذه الأيام، ولا ترى فيها محض النصح، ولا خالص الإرشاد، بل على العكس من ذلك، وقد ترى فيها سوء النية، وفساد الطوية، والرمي إلى التجريح، والسعي إلى التشهير والتقبيح،