للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سواء بالإفصاح أو التلميح!

ولذا، فإن هذه الصراحة تؤذي بعض رجال الأزهر، ممن يعتزون بأزهريتهم، ويحرصون على كرامتهم، ويرون ففي تجسيم الداء، وتكبير العلة، وتضخيم المرض، تجنيا على الأزهر والأزهريين، ويذهبون إلى أبعد من ذلك، فيعتقدون أن هناك نية مبيتة، تهدف إلى النيل منهم، والطعن فيهم، وتهوين عملهم، وبخاصة في هذه الأيام بالذات، حيث يرون عملهم عظيما، وجهدهم كريما، ولهذا يعملون جاهدين لإنصافهم، ويسعون جادين لنيل حقهم المهتضم، والذود عن حوضهم المهتدم، والدفاع عن حماهم المستباح. . .

ومما لا شك فيه أن المنصف يرى فيما نشر عن رسالة الأزهر، تجنيا إلى حد ما، ففيه تغافل عن جهود الأزهر في مختلف نواحي الحياة، حتى جهوده التي تعتبر عماد حياته، وجماع كيانه، وأساس وجوده. .

فالثقافة الإسلامية الحية المطبقة على واقع الحياة والتي يريدها الكاتب، تدرس في كليات الأزهر الثلاث كلية اللغة العربية، وكلية أصول الدين، وكلية الشريعة، دراسة مستفيضة، لا توجد في أي معهد يماثلها، في مصر كلها، بل في الشرق العربي، أو الإسلامي. . تتناولها كل كلية من زاوية خاصة، وتلونها بلونها، وتطبعها بطابعها. . دراسة عامة شاملة بادئ ذي بدء، ثم تعطى اهتماما خاصا بما يتصل بها، بالقدر الذي تسمح به مناهجها، ويعطيك في الوقت نفسه فكرة إسلامية ناضجة في هذه النواحي الثلاث، من حيث اللغة والأدب، والعقيدة الخالصة، والفلسفة الفاحصة، والشريعة ومسائلها، وفروعها وأحكامها. .

هذا ما يجدر بالمصنف أن ينكره، أو يسقطه من حسابه عند الحديث عن الأزهر ورسالته، أو يتغافل عنه ويتناساه، كما لا يجوز له أن ينكر ما يقوم به بعض أساتذة الكليات الأزهرية، وكبار العلماء، والمتخرجين في الأزهر وكلياته، بل وبعض الطلاب فيه. . لا يجوز أن ينكر ما يقومون به من جهد واضح، وسعي دائب، في توضيح المذاهب الإسلامية المختلفة، والآراء الفقهية المتباينة، وإلقاء الأضواء على جوانب الحياة الإنسانية، كما يراها الإنسان، في المناسبات المختلفة، سواء بالخطب والمحاضرات، في الأندية والمجتمعات، أو بالأحاديث الدينية والاجتماعية والأدبية في المذياع، في الصباح والمساء، أو بالمقالات والرسائل في الصحف والمجلات، إلى غير ذلك مما يؤمن الآن ويلمسه كل إنسان. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>