ليت أشياخنا بالأزهر شهدوا الحفل العظيم الذي دعا إليه معالي وزير العدل في قاعة الجمعية الجغرافية ليسمعوا - كما سمع الوزراء والمستشارون والقضاة والمحامون وغيرهم - محاضرة الدكتور عبد الرزاق السنهوري بك عن (مشروع تنقيح القانون المدني)
ليتهم شهدوا هذا الحفل ليشهدوا منافع لهم، وليعلموا أن رجلين اثنين أخلصا لعملهما، وأخلص كل منهما لصاحبه، سهرا الليالي واستعذبا العذاب حتى أخرجا هذا المشروع الخطير!
ليتهم سمعوا هذا المحاضر اللبق يقول في عبارات واضحة قوية:(إن الفقه الإسلامي لجدير بأن يكون أهم مصدر من مصادر التشريع الحديث، وإن على أهله لواجباً أن يخلصوه مما علق به من آثار الجمود والركود، وأن يقربوا للناس سبل الانتفاع به. وإن المشروع المقترح بكل ما فيه من مبادئ وأحكام، إما مستمد من هذا الفقه فعلاً، وإما مستمد من غيره، ولكنه لا يتعارض مع روح الشريعة السمحة)
ليت الذين ملئوا الدنيا دعاء ونداء بالتشريع الإسلامي قد سمعوا هذا المحاضر، ثم سمعوا وزير العدل من بعده، وهما يوجهان الدعوة عالية إلى رجال الفقه والقانون لينظروا هذا المشروع، ويدرسوا ما فيه من مبادئ وأحكام قبل أن يعرض على (البرلمان)
ليت الأزهر، ليت كلية الشريعة، ليت (الجماعة)!
ليت. . .! وهل ينفع شيئاً ليت؟
أيها الأشياخ المكرّمون! واحدة من اثنين: إما أن تكونوا دُعيتم فلم تحضروا، وإما أن تكونوا نُسيتم فلم تُذروا! وأيتهما كانت فهل أنتم متداركون ما فات؟ هيهات! هيهات!