الخورس:(مولاي! إن تيريزياس لم ينطق عن هوى قط! لقد أشعلت السنون رأسه بشيب التجارب، وإن هذه لنبوءة. . . إنها لنبوءة!!)
الملك وقد بدا عليه الفزع:(أنا أعرف ذلك! وا أسفاه! لشد ما أزعجتني نبوءة تيريزياس! ولكن. . . ماذا أصنع! إن التقهقر يؤلمني!
- (ما تزال فسحة من الزمن للتبصر يا مولاي!)
- (ماذا أصنع؟ انصحوا لي! سأطيع! سأخضع! انصحوا لي!
- (انطلق من فورك فاستنقذ الفتاة من قبرها، وابن قبرا للقتيل!)
- (أهذه نصيحتكم؛. . . ها. . . ها ها. . . لا. . . لن أستسلم! لن أستخزي!
- (البدار البدار! أسرع ما استطعت! إن السماء نفسها تتجهم. . . إنها تنذرك بلسان الكاهن
- (أواه! أنا مجبر! أنا مغلوب على أمري! أنا ما أستطيع مغالبة القضاء!
- (هلموا الساعة فاصنع كل شيء! بيدك أنت! لا تشرك يداً أخرى!
- (هلموا في إثري يا شعبي العزيز! هاتوا عدتكم! سأبني القبر، وسأحل العقدة التي أحكمت رباطها! لشد ما يضطرب الجزع في حنايا ضلوعي! لماذا حدث عن طريق قومي؟ يا للشجو!!
(يخرج الملك عجلا)
- ١٢ -
ويردد الخورس عظة الموقف، ثم يدخل رسول فيقول:
- (سلام على جيرة قدموس وأحباء أمفيون! قضي الأمر، فلا سعادة تنفع ولا شقاء يبقى! الجميع سواء! المُلْك! ما الملك! ما هو إن كان موحشاً هكذا! حلَك شديد وظلمة تتدجى!