للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[باتوزيس يرثي أزمردا]

أغنية الرياح الأربع

للأستاذ علي محمود طه

(باتوزيس وأزمردا من أبطال قصة أغنية الرياح الأربع التي تصدر بعد يومين للأستاذ الشاعر علي محمود طه، أولهما مصري وثانيهما فينيقي. كانا في بدء حياتهما صديقين يعملان في الملاحة ثم ضربت الأيام بينهما فإذا بالأول يهيم في الآفاق شاعراً منشداً يعيش ليومه قبل غده، وإذا بالثاني يصبح قرصاناً ذائع الخطر. وتجمعهما الأيام في ميناء ببلوس فيروع باتوزيس نوازع الشر والإثم من صديقه أزمردا، ويسخر أزمردا بمثل صديقه العليا وما هو فيه من فقر وتشريد. ويضيف صديقه في سفينته، وتسنح آلهة الرياح الأربع لأزمردا في صورة فتيات جميلات يتخطرن على شاطئ مصر فيدفعه الشر إلى إقنتاصهن لبيعهن في سوق الرقيق، ولكنه يعلم من أمرهن الحقيقة فيغلو في أطماعه فيفكر في اختطافهن للاستيلاء على الرياح الممثلة فيهن ليسخر قواها في غزواته الإجرامية. وتنتهي وقائع القصة في سفينته حيث تظهر معجزة آلهة الرياح الأربع وتقف دونها أروع الحيل التي لجأ إليها القرصان. فيخر أزمردا صريع غدره بالآلهة وطمعه فيما لا قبل لبشري به، فيغرق بسفينته المحطمة بينما تطير الرياح الأربع إلى الشاطئ ومعهن باتوزيس وقد وقف ذاهلا مما مر به، محدقاً في بقايا السفينة الغارقة وهو ينشد:

أثَرٌ ليس يُلْمَحُ ... وخيالٌ مُجَنَّحُ

وشراع مُحَطَّمٌ ... حوله الموتُ يسْبحُ

مُغْرَقاً لا تَهزُّهُ ... نَسْمةٌ أو تُرتَّحُ

يحتويهِ مزمجرٌ ... مظلمُ الغور أفيحُ

غرقتْ تلكم السفينةُ وانفضَّ مسرحُ

ما لرُبّانها الطمو ... حِ! أما عاد يطمح؟ ُ

ويحهُ وهو ذاهلٌ ... أغبرُ الوجهِ أكلحُ

يتكفّا رجالُه ... حوله وهو يَضبحُ

بعدْ ما كان بينهم ... يتغنَّى ويمرحُ

<<  <  ج:
ص:  >  >>