للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أعدى الأعداء!]

للدكتور زكي مبارك

الخطر الذي يهدد البيت من جهل الزوجات وتخلف الأبناء - ما الموجب لتشجع الحركة النسوية؟ - لن يذوق الرجل طعم السعادة أو الشرف إلا إن كان السيد الأول والأخير في البيت - السر في تمرد بعض الزوجات على بعض الأزواج - أبناء اليوم بعد بنات اليوم - هل سمعتم أن الأسد يتعطر ويزدان؟

جاء في كلام منسوب إلى الرسول هذه الحكمة السامية:

(أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)

ولهذه الحكمة كثيرٌ من المرامي، وسنرجع إلى شرحها بعد حين.

والمهم في هذا الحديث هو التنبيه إلى خطر يهدد قوانا المعنوية، وهو الخطر الذي يصل إلينا من الزوجات ومن الأبناء، ولا سلامة من هذا الخطر ولا نجاة إلا أن قاومنا بعزائم لا تعرف التخاذل ولا النكوص.

والرجل الحق في نظري هو الرجل القادر على البطش بحقوق البيت، ولا أريد الحقوق المشروعة التي يوجبها العُرف والدين، وإنما أريد الحقوق المفتعلة التي تخلفها الزوجات الجاهلات، أو الأبناء المتخلفون.

والرجل لا يسمح لزوجته بافتعال الحقوق إلا عند الشعور بضعف الحيوية، فهو يرائيها لتكف عنه شرها المخبول. ولعل لهذا المعنى دخلاً في تهالك بعض الناس على تأييد الحركة النسوية، فما يسيغ ذهني أن يدعو الرجل إلى المساواة بين النساء والرجال، ولا يجوز عندي أن تصدر هذه الدعوة عن صدرٍ بريء من الأغراض.

وأقول بصراحة إني لم أجد شخصاً يساعد على طغيان الحركة النسوية إلا افترضته أحد رجلين: رجل ضعيف يستر ضعفه بالتظرف، أو رجل ماجن يرى هذه الدعوة من أنجح الأحابيل.

وإذا جاز للرجل أن يساير الباطل في المجتمع فلا يجوز له أن يساير الباطل في البيت، وإذا يجب وجوباً جازماً أن تذكر الزوجة في كل لحظة أن مصيرها إلى الهاوية، إن فكرت في الانتفاع بما أباحت المدنية الرخوة من تطاول النساء إلى منازل الرجال.

<<  <  ج:
ص:  >  >>